وهل بدأ مصدرون جدد يحلون مكان المصدرين التقليديين للأسلحة؟

تحت عنوان ’’بزوغ فجر دبلوماسية الطائرات المسيرة‘‘،كتب إريك لين غرينبيرغ* مقالا نشرته جريدة الإندبندنت، تحدث فيه عن الدور المتنامي للأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد في ساحة المعركة، لافتا إلى أن صادرات الطائرات المسيرة “الدرونز” أضحت أداة دبلوماسية بشكل متزايد.

فهذه الطائرات، حسب إريك لين، استطاعت أن تغيِّر طابع الصراع الحديث من خلال السماح للدول بإظهار قوتها وفي الوقت نفسه تقليل المخاطر على قواتها، بالإضافة أن كلفة الطائرات من دون طيار أرخص، وأسهل في التشغيل والصيانة مقارنة بالصواريخ أو الطائرات المأهولة.

وراى الكاتب أن حقبة جديدة من تجارة الأسلحة أخذت في الظهور، يحل فيها المصدرون الجدد على غرار إيران وتركيا مكان موردي الأسلحة التقليديين ويستخدمون صادرات الطائرات المسيرة من أجل توسيع نفوذهم خارج حدودهم، على نحو يهدد نفوذ واشنطن وأمن شركائها.

ففي البداية، يقول إريك لين، سيطر مصدرو الأسلحة التقليديون مثل الولايات المتحدة على إنتاج الطائرات من دون طيار، بيد أن قيود التصدير مثل ’’نظام التحكم  في تكنولوجيا القذائف‘‘ حدت بشدة من بيع طائرات الدرونز الأمريكية الصنع، لتتدخل شركات من الدول غير الموقعة على هذا النظام كالصين وإسرائيل بحماس لملء الفراغ، تلتها لاحقا دول أخرى كإيران وتركيا بعد أن عززت برامج صناعتها.

ولاحظ إيريك، أنه نظرا للأهمية التي أصبحت تحتلها طائرات الدرونز في العمليات الحربية، لاسيما بعد أن تم تصوير تدخلاتها في أوكرانيا وناغورنو قره باغ، فقد ازداد الطلب عليها، وبالتالي، ازداد ثقل الدبولوماسية الخارجية للدول المصدرة لها.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب، إن بيع الطائرات من دون طيار، في وقت يرتفع فيه الطلب عليها، أدى إلى زيادة القوة الدبلوماسية للدول الموردة. ويُفسِّرُ ذلك، بأن صادرات هذا النوع من الأسلحة،  تترافق عادة مع تدريب طويل الأمد ومساعدة لوجستية واتفاقات صيانة مستمرة، وأن الدول الموردة تعمل على تعزيز تلك العلاقات من خلال فتح مصانع في الخارج، مثلما فعلت إيران في طاجيكستان وفنزويلا…

ويضيف، أن عمليات نقل الطائرات المسيرة تمكن الدول من الانخراط في حروب بالوكالة في مناطق أبعد أو الحصول على تنازلات من طرف الدول المستوردة.

وخلص الكاتب في نهاية المقال، إلى أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على الأهمية المتزايدة لدور هذا النوع من الطائرات في الأمن الدولي، وأنها لم تعد مجرد سلاح في ساحة المعركة بل صارت تشكل أيضاً أداة دبلوماسية، داعيا الولايات المتحدة وحلفاءها منع الدول ’’المارقة‘‘ مثل إيران من تصدير طائرات الدرونز من أجل الحفاظ على الأفضلية، وذلك من خلال فرض العقوبات وضوابط التصدير. في الوقت نفسه، اعتبر إيريك، أنه يجب على الولايات المتحدة تصدير مزيد من الطائرات المسيرة والأنظمة المضادة لها إلى الحلفاء من أجل مساعدتهم في بناء برامج درونز خاصة بهم، مما يحد من احتمال لجوء تلك الدول إلى موردين آخرين.

* إريك لين غرينبيرغ هو أستاذ مساعد في العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

 

X