الفهرس

يحدث أحيانا عند بعض الأشخاص التباس حول مفهوم كل من الفيروس و البكتريا، و يصل هذا الالتباس في بعض الحالات إلى حد الخلط بينهما.

** تعريف الفيروس 

الفيروس، المعروف في اللغة العربية بــ “الحمة”، هو جزيء دقيق من الكيماويات، يتألف من مواد وراثية محاطة بغشاء واق من البروتين، و لا يتوفر على أجهزة خَلَوية لتوليد الطاقة و إنتاج البروتينات أو للتكاثر.

وبالتالي، فإن الفيروس لا يعتبره العلماء كائنا حيا، ما دام أنه لا يقوم بالوظائف التي تؤديها الخلية الحية. 

ومتى استقر الفيروس في الخلية فإنه يعمل على تغيير مسار العمليات الكيماوية فيها نحو تخليق فيروسات جديدة، بدل قيام الخلية بوظائفها العادية. أي، أن مكونات الحمض النووي والغلاف البروتيني للفيروس تدخل إلى الخلية المضيفة، فتعمل على تعطيل كل المعلومات الجينية الموجودة فيها، و من ثمة، يسخّر الفيروس الخلية المضيفة لتكوين فيروسات جديدة إلى أن تنفجر الخلية وتتحرر فيروسات جديدة. وهذا بالذات ما يقوم به فيروس كوفيد19، مثلا، إذ إنه يهاجم مجموعتين محددتين من الخلايا في الرئتين، وفقا للبروفيسور مارك فيلدر، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة كينجستون، فيُعَطِّل وظائفها، مما يسبب في قتلها، وتبدأ أنسجتها بالسقوط والتجمع في الرئتين، وتبدأ الرئتان في الانسداد، و هو ما يجعل المريض يصاب بالتهاب رئوي. 

وتسبب الفيروسات أمراضا في الحيوان و النبات. وتسبب للإنسان أمراضا مثل التهاب الكبد، و الزكام، و الحصبة، والحمى الصفراء، و الإيدز. و المعروف أن فيروس الإيدز يعطل دفاعات الجسم الطبيعية، فيصبح عرضة لغزو الفيروسات الأخرى أو البكتريا.  

**تعريف البكتريــا (الجراثيم) 

لتقريب مفهوم البكتريا إلى الأذهان، نقدم هذا المثال:

إذا تركت كوبا من اللبن (الحليب) خارج البرّاد في طقس دافئ، فسيحمضّ اللبن بعد وقت قصير. إن سبب هذا التحول هو النمو السريع لمتعضيات مجهرية وحيدة الخلية بدائية النواة تُعْرَف بالجراثيم (البكتريا). 

فالبكتيريا إذن، هي كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية تحتوي على كل ما تحتاجه للقيام بجميع وظائف الحياة الأساسية. إذ تحتوي على المادة الوراثية المسؤولة عن تحديد صفات البكتيريا و سلوكها، إلى جانب أجهزة خلوية لصناعة البروتينات التي تحتاجها من أجل حياتها. فخلية البكتيريا مثلنا تتغذى وتقوم بالاستقلاب الذاتي وتتكاثر بالانقسام. 

وتعتبر البكتريا من أكثر الكائنات الحية انتشارا على الأرض، فهي تتواجد في الهواء و في التراب و في جميع أنواع النباتات و الحيوانات و عليها، بما فيها الإنسان. حتى إن بعض أنواعها يوجد في الينابيع الحارّة و في الجليد أيضا. 

والبكتريا أنواع مختلفة، بعضها مؤذ و بعضها الآخر مفيد. فالبكتريا المؤذية تشمل تلك التي تسبب الأمراض الخطرة كالكوليرا و السعال الديكي و السلّ. وتشمل المفيدة البكتريا المُفَسّخَة التي تحلل الفضلات إلى موادها الأولية، والمُنترِتة التي تثبّت نتروجين الهواء في جذور النبات، والبكتريا المعوية التي تساعد الجسم على الهضم، إضافة إلى بكتريات التخليل و مستخرجات الألبان.  

**أوجه الفرق بين الفيروس و البكتريا 

الفيروس لا يعتبره العلماء كائنا حيا، ما دام أنه لا يقوم بالوظائف التي تؤديها الخلية الحية، فخلافا للبكتيريا فإن الفيروسات عبارة عن جزيئات معدية وليست خلايا.  

ونظرا للاختلاف السابق، فإن الفيروس لا يمكن أن يتكاثر بدون مساعدة خارجية، فهو يحتاج لخلية مضيفة. في حين أن خلية البكتيريا كائن حي، يتغذى ويقوم بالاستقلاب الذاتي ويتكاثر بالانقسام. 

ومن حيث الحجم، تعتبر الفيروسات أصغر بكثير من البكتيريا. فبينما يبلغ حجم البكتريا 0.001 ملليمتر، لا يزيد حجم الفيروسات عن 1% من هذا الحجم. 

ومن حيث التأثير، فالفيروسات كائنات معدية و مضرة للإنسان و الحيوان و النبات. في المقابل، نجد أن البكتيريا منها المؤذي و منها المفيد لصحة الإنسان، بل والضروري للقيام بوظيفته. 

وتؤثر المضادات الحيوية على البكتيريا فقط، فالفيروسات لا تعد كائنات حية، مما يعني أن القضاء عليها غير ممكن. وعلاجها يمكن أن يتم باستخدام مضادات فيروسية.  

ورغم ذلك يصف الطبيب عند إصابة المريض بالتهاب فيروسي، في أكثر الحالات، مضادا حيويا، لأن الإصابة بالفيروس تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة وتحدث في الجسم البيئة المساعدة لتعرضه لهجوم من طرف البكتريا مسببة المزيد من الالتهابات. والمضادات الحيوية تمنع هذه العملية.

المصدر: الموسوعة العلمية الشاملة + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية

X