خوسي مانويل ألباريس وهو يتسلم حقيبة الخارجية من أرنشا غونثاليث لايا في يوليو الماضي

الفهرس

أجرت صحيفة ’’لافانغوارديا‘‘ (LAVANGUARDIA) الإسبانية لقاء صحفيا مع وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، تم نشره، اليوم، الأحد، على موقع الصحيفة.

ويعتبر هذا اللقاء، هو الأول من نوعه، الذي يجريه الوزير الإسباني مع وسائل الإعلام منذ أن عُيّن على رأس الخارجية الإسبانية في 12 يوليو/تموز الماضي.

ويذهب العديد من الصحفيين الإسبان والمهتمين بالسياسة الخارجية إلى اعتبار أن الدبلوماسية الإسبانية عرفت تحولا مهما نحو الأفضل في الخمسين يوما الأخيرة، أي منذ تولي ألباريس قيادة وزارة الخارجية الإسبانية خلفا لزميلته ’’أرنشا غونثاليث لايا‘‘.

وتطرق اللقاء إلى ثلاثة محاور أساسية، تم من خلالها الحديث عن أفغانستان، والعلاقات مع المغرب، ثم الإعلان الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات ذات صلة بواردات إسبانيا من الغاز الجزائري.

وبخصوص موضوع أفغانستان، اعتبر الوزير ألباريس، أن إسبانيا استطاعت أن تنال ثقة شركائها واحترامهم، كالاتحاد الأوروبي والناتو والولايات المتحدة، بفضل عمليات الإجلاء التي قامت بها في أفغانستان ووضع قاعدتي ’’روتا‘‘ و ’’مورون‘‘ الإسبانيتين رهن إشارة الحلفاء.

وعن رسالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير بشأن تعزيز العلاقات المغربية الإسبانية، قال المسؤول الإسباني، بأنهم يقدّرون كلمات ملك المغرب ’’لأنها تعبّر عن رغبة في الحوار المبني على الثقة المتبادلة‘‘، وأن هذا هو ما تريده إسبانيا.

وأضاف: ’’إن الدبلوماسية تتطلب صبرا ووقتا ..‘‘؛ وذكّر بما سبق أن قاله منذ أن عُيّن وزيرا، وهو وجود إشارات تدعو للتفاؤل بشأن العلافات المغربية الإسبانية.

وعندما سُئل حول ما إذا كان المغرب قد عرض خطوط الحوار مع إسبانيا بهدف استباق إعلان الجزائر المتعلق بقطع العلاقات مع جارها الغربي، أجاب ألباريس، بأن إسبانيا تريد علاقات طيبة مع كل شركائها، وترغب كذلك في وجود علاقات طيبة بين هؤلاء الشركاء. وأضاف: ’’عندما يتقاسم الشركاء نفس المنطقة، كما هو الحال في غرب المتوسط، فإن رغبتا تزداد‘‘. وأوضح أن بلاده تريد المساهمة في مناخ قائم على الهدوء وحسن الجوار؛ معتبرا، أن المغرب والجزائر هما شريكان مهمان بالنسبة لإسبانيا وصديقان كبيران لها، على حد وصفه.

وبخصوص ملف الصحراء، وهل ستغير إسبانيا موقفها؟ قال الوزير الإسباني: ’’إسبانيا ستعمل في إطار الأمم المتحدة. العلاقة بين المغرب وإسبانيا تمثل مجموعة غنية وواسعة من شتى المصالح. وهذا الأمر هو واحد من تلك المصالح. يجب النظر إلى العلاقة بين المغرب وإسبانيا من حيث شموليتها‘‘.

وسُئل خوسي ألباريس إن كان قد تحدث مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكين، بشأن الصحراء، فأجاب، بأنه لن يكشف عن مضمون محادثاته مع نظرائه، لكنه عاد وقال: ’’يمكن أن أقول لكم، إننا تطرقنا مع السيد بلينكين إلى كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وهي كثيرة‘‘. وأضاف: ’’فيما يتعلق بموضوع الصحراء الغربية، المهم هو مركزية الأمم المتحدة‘‘.

وخلال اللقاء الصحفي، تم التطرق إلى فرضية إغلاق أنبوب ’’المغرب العربي-أوروبا‘‘ المار عبر المغرب، وتأثيرات ذلك على حاجيات إسبانيا من الغاز؛ على اعتبار أن خط أنبوب ’’ميد-غاز‘‘ الرابط مباشرة بين الجزائر وألميريا(إسبانيا) الذي تريد الجزائر استعماله كبديل، يُعد غير كاف لنقل الكميات المطلوبة من الغاز إلى إسبانيا، وباعتماده، سيكون من اللازم الاستعانة بعدد مهم من السفن لنقل الكميات الإضافية من الغاز، وبالتالي، فإن العملية ستكون صعبة ومكلفة من الناحية اللوجيستيكية.

وفي هذا السياق، أوضح الوزير ألباريس، أن إسبانيا لن تكون لها أية مشاكل على مستوى حاجياتها من الغاز، وقال: ’’منذ أيام، وأنا أتحدث بشكل متواصل مع أصدقائنا الجزائريين، وأظن أن الإسبان بإمكانهم الاطمئنان بشأن التزويد بالغاز‘‘. وأضاف: ’’إننا نتحدث مع الجزائر في هذا الأمر ونحلله. علينا أن ننتظر. ما زال الوقت مبكرا لاستخلاص النتائج‘‘.

(المصدر: صحيفة LA VANGUARDIA)

X