مؤشرات تدل على إمكانية فوز نجل القذافي بالانتخابات في حال إجرائها
من الصعب فهم المزاج السياسي والانتخابي للمواطن العربي، يشكو الاستبداد وينتفض ضده إذا تهيأت له الظروف ثم لا يلبث أن يحن للحاكم المستبد عندما تفشل التجربة…
المثال الليبي يمثل مشهدا من تلك المشاهد التي يقف أمامها التحليل السياسي عاجزا عن فهم غموضه…
في هذا السياق، من المهم الوقوف عند ما صرح به الدبلوماسي الليبي السابق عبد الله المصراتي في مقابلة مع وكالة الأناضول حيث أكد أن بلوغ الانتخابات العام المقبل “أمر لن يحدث أبدا”.
وقال المصراتي للأناضول إن “الأسباب التي أدت لفشل الانتخابات قبل ثلاثة أعوام لا تزال موجودة، بل أُضيفت لها أسباب أخرى، فكيف ستحدث الانتخابات؟!”.
واعتبر أن “أحد أهم الأسباب هو الأسماء المرشحة لرئاسة البلاد في الانتخابات الماضية، وعلى رأسهم سيف الإسلام القذافي”.
وزاد بأن “سبب فشل الانتخابات السابقة هو ترشح سيف الإسلام لكون الدول الغربية التي أطاحت بوالده في 2011 لن تسمح له بتولي الحكم، فهذا يعني أنهم كانوا على خطأ بإسقاط نظام حكم والده الذي كان جزءا منه”.
المصراتي أضاف أن “الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، كانت أول المعارضين لإجراء الانتخابات قبل 3 أعوام، لأنها علمت أن حظوظ سيف الإسلام في الفوز كانت كبيرة جدا جدا”.
ومن بين أسباب استبعاد إجراء انتخابات في 2025، وفق المصراتي، هو “الصراع الأمريكي الروسي، فلا يمكن حل الخلافات الليبية والوصول للانتخابات إلا بعد حل الخلافات الدولية”.
وتابع: “من تقود حاليا الجهود الأممية لإيصال ليبيا إلى الانتخابات هي أمريكا، عبر المبعوثة الأمريكية بالإنابة ستيفاني خوري، لذلك عارضت روسيا مبادرة خوري، لأنها تعلم أنه حال نجاحها ستفقد موسكو مكانتها الحالية في ليبيا”.
و”الجميع يعلم أن ليبيا حاليا ساحة للصراع الدولي، ولذلك من المستحيل أن يسمح أي من أقطاب الصراع الدولي للآخر أن يتنصر عليه، لأنه يعلم جيدا أن المنتصر سيستحوذ على ليبيا بشكل كامل”، كما ختم المصراتي.