مشهد من تشييع جثمان نزار بنات (الصورة لــ AA)

الفهرس ـ AA ـ

على مدى سنوات، برز اسم “نزار بنات” (44 عاما)، كأحد أبرز معارضي السلطة الفلسطينية من فئة النشطاء السياسيين المستقلين، حيث دأب على توجيه انتقادات لاذعة لأدائها عبر مقاطع فيديو، ومن خلال حسابه على موقع فيس بوك؛ وهو ما عرضه للاعتقال عدة مرات.

لكنّ نبأ وفاته، بعد ساعات قليلة على اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، صباح أمس الخميس، شكّل صدمة للشارع الفلسطيني، وأثار سخطا واسعا.

واتهمت عائلة نزار بنات “الأمن الفلسطيني” بتعذيبه و”اغتياله”.

ولاحقا، قالت منظمات حقوقية فلسطينية، إن وفاة “بنات”، “غير طبيعية”.

وأصدرت الكثير من الفصائل الفلسطينية، ومن بينها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، و”الجبهة الشعبية”، و”الجبهة الديموقراطية”، بيانات استنكار شديدة اللهجة، للحادث.

ويحظى “بنات” بشهرة واسعة في الشارع الفلسطيني، لجرأته وانتقاده الحاد لأعضاء القيادة الفلسطينية، بما فيهم الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية.

وتقول عائلته، إنه اعتقل أكثر من 8 مرات من قبل الأمن الفلسطيني.

وأكد بنات في فيديوهات سابقة له، تعرضه للتعذيب من قبل أجهزة الأمن خلال اعتقاله.

وبنات، لاجئ فلسطيني، هُجّرت عائلته من بلدة عجور، عام 1948، ويسكن بلدة دورا بمحافظة الخليل، وهو متزوج وله خمسة من الأبناء.

ولا يُعرف عن بنات، أي انتماء لأي فصيل سياسي فلسطيني.

وعبّر أكثر من مرة، عن دعمه لفصائل المقاومة في غزة، ورفضه لنهج السلطة الفلسطينية، وللتنسيق الأمني مع إسرائيل.

وكان المعارض الفلسطيني يعمل في مجال “الديكور” والنجارة.

وشكّل بنات قائمة “الحرية والكرامة” لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/ أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 إبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.

وأثار بنات جدلا في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات، وهو ما عرضه لهجوم حاد من قبل السلطة الفلسطينية والمؤيدين لها.

وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على فيسبوك، إن مسلحين “بمرافقة الأجهزة الأمنية”، أطلقوا (يوم 2 مايو/أيار الماضي) النار بكثافة على منزله “وروّعوا ساكنيه”،

وفي آخر المقاطع التي نشرها، قبل وفاته، شنّ بنات في يوم 21 يونيو/ حزيران الجاري، هجوما لاذعا على السلطة الفلسطينية، ردا على صفقة “تبادل لقاحات” أبرمتها مع إسرائيل، قبل أن تتراجع الأولى عنها.

واتهم في رسالة مصورة على صفحته على موقع فيسبوك، تحت عنوان من “يقف وراء صفقة اللقاحات” السلطة الفلسطينية بـ”المتاجرة بأرواح الشعب الفلسطيني”.

والجمعة الماضي، قالت الحكومة الإسرائيلية، في بيان، إنها اتفقت مع السلطة الفلسطينية على تحويل نحو مليون جرعة من اللقاحات ستنتهي فعاليتها قريبا، على أن تحصل في المقابل على ذات الكمية من الشركة المصنعة، نهاية العام الجاري.

ولاحقا، أعلنت السلطة الفلسطينية، عن إلغاء الصفقة.

وشيّع،  الفلسطينيون، الجمعة، جثمان نزار بنات،.

وألقت عائلة بنات نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان، في منزل العائلة في بلدة دورا، بمحافظة الخليل (جنوب).

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان، في مسجد “وصايا الرسول”، في مدينة الخليل، قبل أن يتم مواراته الثرى في مقبرة “الشهداء”.

وشارك آلاف الفلسطينيين في مراسم التشييع، وأطلقوا هتافات منددة بالأجهزة الأمنية.

 

مقالات ذات صلة: ـ تداعيات وفاة المعارض نزار بنات بعد اعتقاله ـ إسماعيل هنية: جريمة قتل نزار بنات قضية رأي عام وطني 

X