الفهرس

عادت ’’مجلة الجيش‘‘ الجزائرية لتشن هجوما آخر على المغرب من خلال ادعاءات تفتقد الحجة والبيّنة ولا تقدم أية تفاصيل من شأنها تدعيم الرواية الإعلامية الجزائرية المصطنعة.

و’’مجلة الجيش‘‘، هي مجلة شهرية، تأسست في مارس 1964، تختص بأنشطة الجيش الجزائري، وتصدر عن وزارة الدفاع الجزائرية، وبالذات عن مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه؛ وبالتالي، فإن ما توزّعه، وما تحتويه من منشورات وآراء، تمثل في مجملها الاتجاه الرسمي للدولة.

وفي افتتاحية العدد الأخير من المجلة رقم 698، ورد فيها، أن  ’’الحرائق التي شهدتها ولايات الوطن مؤخرا أثبتت ما أكدته القيادة العليا للجيش بخصوص تعرض الجزائر لمخططات خبيثة تنسج من وراء البحار، تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية‘‘.

وتم التأكيد، أن ’’التحريات الأمنية أثبتت مما لا يدعو للشك، ضلوع التنظيمين الإرهابيين (ماك)، و(رشاد) في الحرب الشرسة ضد الجزائر‘‘.

وادّعت الافتتاحية أن ’’الإشارة إلى المخططات العدائية تقودنا بالضرورة للحديث عن تورط نظام المخزن بشكل أو بآخر في هذه الجريمة الشنيعة (الحرائق) التي لا تغتفر، بحكم الصلة القوية والموثقة للمغرب مع المنظمتين الإرهابيتين المذكورتين (ماك ورشاد)، في حلقة ضمن سلسلة اعتداءات وأعمال عدائية دأب عليها منذ استقلال بلادنا…‘‘.

وسبق لرئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، أن ادعى، في رسالة بمناسبة احتفال الجزائر بـ”يوم المجاهد”، الذي يوافق 20 أغسطس/ آب من كل عام، نشرها حساب وزارة الدفاع عبر موقع “فيسبوك”، أن حرائق الغابات “عينة صغيرة” من مؤامرة شاملة تحاك ضد بلاده.

وقال شنقريحة: ’’النيران التي اندلعت في الفترة الأخيرة، ما هي إلا عينة صغيرة من المؤامرة الشاملة والمتكاملة الأركان، التي لطالما حذرنا منها، وأدركنا مبكرا خلفياتها وأبعادها‘‘.

ويعتقد الكثير من المحللين والمتتبعين للشأن الجزائري، أن النظام هناك، تعوّد إزاء الأزمات الداخلية التي تتعاقب على البلاد على تصديرها إلى الخارج للتشويش على المطالب الإصلاحية التي يقدمها الرأي العام المحلي؛ وأنه عادة ما يوجه أصابع الاتهام إلى جاره ’’المغرب‘‘، بإثارة الاضطرابات في الجزائر.

وفي هذا السياق، نشرت شبكة الأخبار البريطانية الـ “بي. بي. سي” مقالا على بوابتها الإلكترونية تحت عنوان ’’لعبة الاتهامات الجزائرية تحيل على أزمة سياسية عميقة‘‘.

ولفت صاحب المقال، أن جعل المغرب كبش فداء هو مناورة جزائرية قديمة غايتها صرف الانتباه عن ’’الفشل الذريع‘‘ للنظام الجزائري في تدبير الإخفاقات الداخلية، من قبيل حرائق الغابات، وباء “كوفيد-19” والبطالة.

وحسب ما ورد في مقال  الـ ’’بي. بي. سي‘‘، فالجزائر عندما تعرضت الشهر الماضي لموجة من حرائق الغابات التي أتت على آلاف الهكتارات وأودت بحياة 90 شخصا على الأقل، كان أول رد فعل للحكومة هو توجيه أصابع الاتهام، بدون أي دليل، لـ “مشعلي الحرائق” ووعدت بتعقبهم، ولم تتحدث لا عن التغير المناخي أو المعطي الذي يفيد بأن مثل هذه الحرائق مستعرة بمنطقة الحوض المتوسطي.

يشار إلى أن المغرب كان قد أعلن تضامنه مع الجزائر في الحرائق التي تعرضت لها، وعرض مساعدته بعزمه إرسال طائرتين متخصصتين في إطفاء الحرائق (الكنادير)، إلا أن الدعوة المغربية لم تلق أي تجاوب جزائري، بل تلاها بعد أيام إعلان وزير الخارجية الجزائري عن اتخاذ بلاده لقرار قطع العلاقات مع المغرب.

 

 

X