الفهرس
الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد بأن أغنى 26 شخصا في العالم يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه نصف سكان العالم مجتمعين ، ويحذر: ’’نقف معا أو ننهار‘‘
أراد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال إلقائه لمحاضرة نيلسون مانديلا السنوية لعام 2020، والتي عقدت على الإنترنت لأول مرة، في ضوء استمرار جائحة كوفيد-19، أن يفكك المقولة التي يدعي أصحابها بأن ’’الجميع في مركب واحد‘‘، ويبين بأن الأمر ليس كذلك، لأن هناك من يواجه أمواج البحر ’’على متن يخوت فاخرة، بينما يتشبث البعض بالحطام المنجرف‘‘.
وسلط غوتيريش الضوء، في مداخلته، على مسألة اللامساواة، ووصفها بأنها متعددة الأشكال، وأعطى رقما له دلالات عميقة، حيث أوضح أن 26 أغنى شخص في العالم يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه نصف سكان العالم مجتمعين.
وحذّر الأمين العام، بأن الجميع معرض لكي يعاني من العواقب المترتبة على اللامساواة، لأن مستوياتها العالية ترتبط ’’بعدم الاستقرار الاقتصادي والفساد والأزمات المالية وزيادة الجريمة وتردي الصحة البدنية والعقلية‘‘.
وأثار الأمين العام في المحاضرة قضية الاستعمار معتبرا إياها من جوانب اللامساواة التاريخية. وقال إن الحركة المعادية للعنصرية اليوم تشير إلى هذا المصدر التاريخي لهذه الآفة: ’’فرض الجزء الشمالي من الكرة الأرضية …… الحكم الاستعماري على جزء كبير من جنوب الكرة الأرضية لقرون، عبر العنف والإكراه‘‘، وهو ما أدى، حسب قوله، إلى لا مساواة كبيرة بين الدول وفيما بينها، من بينها العبودية عبر المحيط الأطلسي ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وخلّف تركة من الظلم الاقتصادي والاجتماعي، وجرائم الكراهية والخوف من الأجانب واستمرار العنصرية المؤسسية وتفوق العرق الأبيض.
وتطرق غوتيريش كذلك، إلى إشكالية النظام الأبوي وما يترتب عليها من هدر لحقوق المرأة، حيث إن النساء في كل مكان أسوأ حالا من الرجال، والعنف ضد النساء وصل إلى مستويات عالية.
كما تطرق إلى التسهيلات الضريبية واسعة النطاق التي تتمتع بها فئات معينة، والتهرّب من دفع الضرائب فضلا عن انخفاض معدلات الضرائب على الشركات، ونبّه من أن هذا الأمر يعني أن هناك موارد أقل للحماية الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية – وهي خدمات تلعب دورا مهما في الحد من انعدام المساواة.
وأوصى الحكومات بتحويل جزء من العبء الضريبي من أجل توظيفه في محاربة انبعاثات الكربون وهو ما سيساعد على معالجة أزمة المناخ.
واقترح الأمين العام أن السبيل الوحيد نحو مستقبل عادل ومستدام للجميع يتضمن ما سمّاه بـ “العقد الاجتماعي الجديد‘‘ والذي يسمح للشباب الصغار بالعيش بكرامة، وأن يكون للنساء نفس الآفاق والفرص التي يتمتع بها الرجال، وحماية الضعفاء، و “صفقة عالمية جديدة‘‘ تضمن التشارك بالقوة والثراء والفرص على نطاق أوسع وأكثر عدالة على مستوى عالمي.
’’نقف معا، أو ننهار‘‘ ..
واختتم الأمين العام كلمته باستحضار أهمية التعاون الدولي والتضامن. ’’إن كلا منّا لأخيه. تعلو هاماتنا إذا وقفنا متحدين، وينهار بنيانُنا إذا تفرقنا‘‘. وخلص إلى أن العالم قد وصل إلى منعطف حرج، وقد حان الوقت لكي يقرر القادة المسار الذي يجب اتباعه. والخيار الذي قدمه الأمين العام هو ’’إما الفوضى والانقسام واللامساواة‘‘ أو تصحيح أخطاء الماضي والمضي قدما معا، من أجل صالح الجميع.