إثيوبيا تدخل نفقا مظلما بعد تقدم القوات المتمردة ودعوة آبي أحمد المواطنين إلى حمل السلاح

أخذ الصراع الداخلي في إثيوبيا يكتسي طابعا خطيرا ومقلقا ليس على المستوى الداخلي فقط ولكن على مستوى الجوار الإقليمي كذلك.

ومن علامات تطور الصراع إلى درجات عالية الخطورة، ما أعلنه رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، من أنه سيتوجه شخصيا إلى جبهة القتال لقيادة جنوده.

وقال آبي أحمد في بيان نشره على حسابه في تويتر، إنه ’’اعتبارا من (الثلاثاء) سأتوجه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلحة‘‘.

وأضاف: ’’أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء أثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم. الحقوا بنا في الجبهة‘‘.

وتواجه القوات المركزية التي يقودها آبي أحمد تسع جماعات متمردة شكلت فيما بينها تحالفا كبيرا.

 ويتزامن بيان آبي أحمد مع ما تتداوله وسائل إعلام إثيوبية حول إمكانية سقوط مدينة دبربرهان أمام زحف قوات جبهة تحرير تيغراي. وهو ما أعلنه كذلك حساب ’’ تيغراي بالعربي‘‘ على موقع تويتر، حيث قال إن  مدينة دبربرهان أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على 4 محاور.

وتبعد مدينة دبربرهان عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط، وسيشكل سقوطها إذا ما حدث ضربة موجعة للسلطة المركزية.

وعلى جانب آخر، ما تزال الأخبار عن تهديد العاصمة أديس أبابا متواصلة؛ حيث أكدت جبهة تحرير تيغراي استمرار تقدمها نحو العاصمة.

وصدرت عدة تحذيرات دولية من انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية واسعة النطاق من شأنها التسبب في كارثة إنسانية شديدة الخطورة.

ولا تبدو في الأفق القريب  علامات على وجود حوار أو إرادة لإيقاف الاقتتال الداخلي بين الحكومة وقوات تيغراي وحلفائها وإنهاء الأزمة، التي من شأنها في حال استمرارها أن ترهن مستقبل البلاد وتُدخل منطقة القرن الإفريقي برمتها في وضع مرتبك.

يذكر، أنه في الــ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اندلعت اشتباكات مسلحة في إقليم ’’تيغراي‘‘ بين الجيش الإثيوبي و”الجبهة الشعبية”، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.

وفي الـ 28 من الشهر نفسه، أعلنت إثيوبيا انتهاء عملية “إنفاذ للقانون” بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قُتل آلاف المدنيين.

 

X