مسيرات في رام الله نددت بوفاة المعارض الفلسطيني نزار بنات بعد اعتقاله (صورة AA)

الفهرس ـ AA ـ

توفي المعارض الفلسطيني المستقل، نزار بنات، صباح الخميس، بعد وقت قصير من اعتقاله على يد قوة أمنية، دون أن تتضح ظروف  الحادث وملابساته.

وأعلن جبرين البكري، محافظ الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عن وفاة بنات، في بيان مقتضب، قال فيه إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلت بنات فجر اليوم، بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة، “وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته”.

لكنّ عائلته، اتهمت “الأمن الفلسطيني” بـ “اغتيال” نجلها.

وقال عمار بنات، المتحدث باسم العائلة، إن “ما جرى، هو اغتيال بحق نزار”.

وأضاف “تعرض نزار لعملية اعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجرا، من قبل قوة أمنية من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة”.

وتابع “القوة، اقتحمت منزل بنات بعد تفجير مدخله، وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية”.

وأكمل عمار “رشت القوة بنات بغاز الفلفل، واعتقلته بعد تجريده من ملابسه، وبصورة فجة، واقتيد تحت الضرب، بينما كانت تسيل الدماء منه”.

وقال إن العائلة لم تتلق حتى الساعة أي اتصال من قبل الجهات الرسمية حول ما جرى مع نجلهم، وعلمت بخبر وفاته من قبل وسائل الإعلام.

وطالب عمار  “بتشريح الجثمان بوجود طبيب من العائلة، وفتح تحقيق دولي، بمشاركة مؤسسات حقوقية محلية ودولية”.

وبنات، ناشط ومعارض “مستقل”، من بلدة دورا بمحافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.

وشكّل بنات قائمة “الحرية والكرامة” لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/ أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 إبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.

وأثار بنات جدلا في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات.

وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على فيسبوك، إن مسلحين “بمرافقة الأجهزة الأمنية”، أطلقوا (يوم 2 مايو/أيار الماضي) النار بكثافة على منزله “وروّعوا ساكنيه”.

**تنديد حقوقي وفصائلي

من جانبها، نددت مؤسسات حقوقية، وفصائل فلسطينية، بالحادث، مطالبة بالتحقيق في ظروف وفاته.

وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (رسمية)، في بيان صحفي، إنها “تنظر بخطورة بالغة لحادثة وفاة الناشط نزار بنات”.

وأضافت الهيئة، إنها “باشرت بالتحقيق وجمع المعلومات حول حادثة الوفاة، وستشارك في تشريح الجثمان من خلال طبيب شرعي منتدب من قبل الهيئة، وستعلن نتائج التحقيق التي تتوصل إليها فوراً”.

بدورها، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أجهزة الأمن الفلسطينية، بـ”اغتيال بنات”.

وقالت في بيان صحفي، “ندين بشدة اغتيال أجهزة الأمن الناشط والمعارض السياسي نزار بنات”.

وأضافت “هذه الجريمة المدبرة والمنظمة تعكس نوايا وسلوك السلطة الفلسطينية، وأجهزتها الأمنية تجاه أبناء شعبنا والنشطاء المعارضين”.

وحمّلت الحركة، الرئيس الفلسطيني المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات ونتائج وفاة “بنات”.

وفي ذات السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، إن ما تعرض له بنات هو “جريمة تكشف مدى التعدي على الحريات وقمع وملاحقة كل المعارضين لسياسات السلطة ونهجها”.

وحمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السلطة الفلسطينية “مسؤولية اغتيال بنات”.

وقالت في بيان “نؤكّد على ضرورة أن تقوم المراكز والمؤسّسات الحقوقية، بدورها المطلوب إزاء القضية الخطيرة بكل أبعادها ودلالاتها وغيرها من القضايا المماثلة التي تمس حقوق وحريات أبناء شعبنا”.

بدورها، أدانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، حادثة اعتقال ووفاة “بنات”، وطالبت “بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من خارج السلطة، ومن شخصيات مشهود لها بالاستقلالية والنزاهة لإجراء تحقيق شامل في ما جرى، وضمان إيقاع العقوبة بالمسؤولين عن وفاته”.

وأكدت رفضها “للاعتقال السياسي أو استخدام العنف، أو التعذيب ضد المواطنين”.

**عشراوي: تطور خطير

من ناحيتها، قالت حنان عشراوي، العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تغريدة على “توتير”، إن “اعتقال نزار بنات، وتعرضه للضرب المميت جريمة خطيرة، وتطور خطير”.

وأضافت “لقد استمر تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية دون رادع مما أدى إلى هذا التصعيد.”

وأكدت على ضرورة “مساءلة المسؤولين عن وفاة بنات”.

** تنديد دولي

من جانبه، عبّر مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين، عن “حزنه”، لوفاة “بنات”.

وطالب المكتب في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع “توتير” بـ “إجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا”.

وقال “مصدومون وحزينون لوفاة الناشط والمرشح السابق نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن”.

أما ممثلة كندا، في فلسطين، فقالت في حسابها على توتير إنها تشعر بـ”الصدمة والحزن العميق بوفاة الناشط نزار بنات”.

وأضافت “تؤكد كندا بقوة، على ضرورة حرية التعبير والمساحة الآمنة للشخصيات السياسية وأعضاء المجتمع المدني الذي يجب حمايتهم”.

** تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية

وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الفلسطينية، الخميس، تشكيل لجنة تحقيق رسمية للبحث في وفاة المعارض نزار بنات.


وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في بيان، إنه “تم تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة المواطن نزار بنات، أثناء اعتقاله من قبل قوة من الأجهزة الأمنية في الخليل”.

وأشار إلى أن وزير العدل محمد الشلالدة، يترأس اللجنة، وبعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة “بنات”، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية.

وبيّن أن “طبيبا من جهة العائلة، سيدعى للمشاركة في تشريح الجثمان”.

وقال إن “اللجنة ستبدأ عملها فورا للبحث، والتقصي، والوقوف على أسباب وفاة بنات، وستعتمد على نتائج التشريح، وتستمع إلى شهادات عائلته، وشهود العيان، والمسؤولين”.

** مسيرات منددة

وكرد فعل على وفاة نزار بنات الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الفلسطينية، انطلقت مسيرات منددة بوفاة المعارض الفلسطيني، جابت شوارع رام الله والخليل.

(صورة AA)

ورفع المشاركون في المسيرة صور “بنات”، وأطلقوا هتافات تتهم “الأجهزة الأمنية الفلسطينية “بـ “اغتياله.

وفي الخليل (جنوب) نُظمت وقفة مماثلة على ميدان “ابن رشد”، رفع خلالها المشاركون صور “بنات”.

وتدخلت  قوات الأمن الفلسطينية لتفريق المسيرة التي نظمها نشطاء في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، منددة بوفاة المعارض نزار بنات.

وقال شهود عيان، إن الأمن فرّق مسيرة انطلقت من ميدان المنارة وسط رام الله، باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة)، تنديدا بوفاة بنات.

وأوضح الشهود، أن قوات الأمن، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتدت بالضرب على عشرات النشطاء، مما أدى لإصابة عدد منهم برضوض وبحالات اختناق.

X