الفهرس

أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمس الأحد، لقاء إعلاميا جمعه مع صحفيَيْن جزائرييْن، تناول خلاله قضايا داخلية تهم الشأن الجزائري، بالإضافة إلى قضايا خارجية، من ضمنها قضية العلاقات المغربية الجزائرية.

وتطرق تبون باقتضاب لموضوع العلاقة بين بلاده والمغرب، ولم يُدْلِ فيها بجديد يمكن البناء عليه لمعرفة الموقف الجزائري الرسمي على وجه التحديد.

فعندما سُئل عن خطاب الملك، محمد السادس، الأخير، بمناسبة عيد العرش، ودعوته لفتح الحدود بين البلدين ومدّ يده للجزائر، أجاب تبون، بأن المغرب لم يستجب ’’للمشكل الحالي‘‘، وقال، إن ’’هناك دبلوماسيا مغربيا (في إشارة إلى مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال) صرّح بأمور خطيرة جدا سحبنا على أساسها سفيرنا من الرباط‘‘.

وأضاف تبون: ’’قلنا إننا سنذهب إلى أبعد من ذلك، ولم يأتنا جواب‘‘.

وكان مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد دعا إلى “استقلال شعب القبائل” بالجزائر، خلال اجتماع دول عدم الانحياز الافتراضي بأذربيجان، في 13 و14 يوليو/ تموز الماضي. وجاءت دعوة هلال، بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، دعم حق تقرير مصير سكان  الصحراء المغربية.

وعندما علق أحد الصحفييْن الجزائريين، بأن المغرب ’’اختلق المسألة‘‘ لإحداث توازن، أي لمعاملة الجزائر بالمثل، قال تبون، إن ’’قضية الصحراء الغربية توجد بين يدي  الأمم المتحدة، في لجنة تصفية الاستعمار، ونحن ملاحظون نزهاء‘‘.

وأضاف الرئيس الجزائري في سياق نفس الموضوع: ’’يمكننا المساعدة لحلّ المشكل وإجراء لقاء في الجزائر بينهم (أي بين المغرب والبوليساريو)، وأن نضع كل إمكانيات الجزائر لحل المشكل، برضا الجميع‘‘.

وأشار تبون، إلى أن بلاده لا تفرض على الصحرواويين أي قرار، وأن على الطرفين أن يبحثا عن حل فيما بينهما.

وتظل دعوة الرئيس عبد المجيد تبون بشأن استعداد الجزائر لاستضافة لقاء بين المغرب والبوليساريو، هي المعطى الجديد في تصريحاته منذ توليه الرئاسة. لكنها تصريحات غير كافية لاستخلاص فكرة عن الموقف الجزائري ومدى استعداد السلطة الجزائرية للمساهمة في حل أزمة قضية الصحراء.

ووجه الملك المغربي محمد السادس، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 22 لتوليه العرش، في مطلع أغسطس/آب الجاري، دعوة إلى الجزائر من أجل فتح الحدود بين البلدين، المغلقة منذ عام 1994. وحث  الجزائر على “بناء علاقات ثنائية، مبنية على الثقة وحسن الجوار”.

وخاطب الملك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قائلا: “أدعو فخامة الرئيس الجزائري للعمل سويا في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك”.

وأضاف: “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول بالنسبة للعديد من الدول”.

وتابع أنه مقتنع بأن “الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين”.

وتقدم الجزائر غطاء ودعما لوجستيكيا وماديا لعناصر جبهة البوليساريو المسلحة، وتستضيفهم على أراضيها في إقليم تندوف، حيث من هناك، ومنذ سنة 1975 انطلقت وما تزال الحملات المتربصة بالمغرب ووحدته الترابية؛ وهو ما يثير حفيظة المغاربة وغضبهم، لا سيما فيما يتعلق بالموقف الجزائري الرسمي المعادي لمصالح المغرب.

 

X