الفهرس

في ظل التوتر المتصاعد الذي تشهده العلاقات المغربية الإسبانية، أصدر مجموعة من المثقفين والنشطاء المغاربة والإسبان، في الثاني من شهر يوليو الجاري، إعلانا مشتركا باللغتين العربية والإسبانية تحت عنوان: ’’بيان الضفتين من أجل التفاهم وحسن الجوار بين المغرب و إسبانيا‘‘،  وخصصوا له صفحة خاصة على منصة ’’فايسبوك‘‘ حتى يتسنى تعميمه ويستطيع المهتمون بالأمر إضافة أسمائهم في البيان.

وورد في البيان، أن الأزمة الإسبانية-المغربية الحالية، أدّت إلى تصعيد كلامي مقلق سمته العتاب والاختلافات، إذ طوال أسابيع عديدة، انتشرت في الضفتين خطابات وإحالات وأفكار مسبقة قديمة، لم يكن يُعتقَد أن بإمكانها البروز مجددا على الساحة العامة. ’’وقد سمح اتساع الفضاء الإعلامي، ولاسيما في شبكات التواصل الاجتماعي -حسب ما جاء في البيان- بانتشار هذه الخطابات كالنار في الهشيم، مما جعل التعايش بين شعبين شقيقين وصديقين في مهب الريح وعرضة للمخاطر…‘‘.

واعتبر البيان، أن الوضعية الحالية لا تنسجم مطلقا، من منظور علمي، مع نتائج سنوات من الأبحاث في مجال العلوم الإنسانية في الجامعات المغربية والإسبانية، والتي منحت المغاربة والإسبان تصورا جديدا لهذه العلاقة المشتركة القائمة على التداخلات والتفاعلات الخصبة بين الحضارتين الإيبيرية والمغربية؛ حيث مكن الجهد الأكاديمي الجبار في تخصصات كالتاريخ والآداب واللغة وعلم المخطوطات من تعزيز الروابط الفكرية والثقافية ومن ترسيخ القيم المشتركة في ضفتي مضيق جبل طارق.

ولفت البيان إلى أنه ينبغي أن تسود روح التوافق والتعايش دائما بين البلدين، وأن تكون في صلب أي حوار سياسي من أجل ضمان سيادة واستقرار المغرب وإسبانيا على حد سواء.

ودعا البيان المجتمعَ المدني في ضفتي مضيق جبل طارق إلى تسخير قدراته الفكرية وحسه الإبداعي من أجل بناء بدائل تعايش جديدة وتقديم إسهامات بناءة من أجل موروث خصب فيه الخير العميم للمجتمعين معا.

كما دعا الأشخاصَ ذوي النوايا الحسنة في الضفتين إلى الانضمام إلى جهود استرجاع علاقات إسبانية-مغربية قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام، ورفض الخطاب الخاطئ والمسموم الذي تستعمله بعض الجماعات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، القائم على الأخبار الزائفة والتلاعبات الكيدية، التي لا تسعى سوى إلى إحياء النزعات المعادية للأجانب والأحاسيس التي سبق لنا أن استأصلناها.

وراهن البيان، على التعاون المتين بين منظمات المجتمع المدني في ضفتي مضيق جبل طارق، حتى يكون الإسهاما توافقيا وجماعيا ومفيدا لشريحة واسعة من مواطني الضفتين.

واحتوى البيان المشترك، على أسماء معروفة في ميدان الأدب والإبداع، بصفة عامة، من ضمنها، على سبيل المثال لا الحصر: الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، والكاتب الإسباني رافاييل غيين، والشاعر الإسباني أنطونيو هيرنانديز… إلى غير ذلك من الأسماء في مجال الأدب والترجمة والعمل الجمعوي.

X