الفهرس

أمام إعلان وزير الخارجية الجزائرية رمطان العمامرة، الثلاثاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع جارها المغرب؛ جراء ما قال إنها “سلسلة مواقف وتوجهات عدائية”، دون إعطاء تفصيلات أو مبررات مقنعة تدعم اتخاذ قرار من هذا الحجم، فضّلت السلطات المغربية نهج أسلوب دبلوماسي تميز بالهدوء والتريث وبُعْد النظر، دون أن يعني ذلك أي نوع من أنواع الضعف من الجانب المغربي، بل العكس تماما.

فمن خلال بلاغ مقتضب، أوضحت فيه وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أن ’’المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم‘‘. وأن المغرب’’إذ يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما بيد أنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فانه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها‘‘.

وأكّد البلاغ، على ’’أن المملكة المغربية ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة‘‘.

ومن جهة أخرى، قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في لقاء صحفي مع ’’أصوات مغاربية‘‘، ساعات بعد صدور قرار السلطة الجزائرية، إن ’’الموقف المغربي واضح من خلال عدد من خطب الملك محمد السادس، وكان آخرها خطاب عشرين غشت‘‘، مشيرا إلى ما تضمنه ذلك الخطاب من دعوة إلى الحوار.

وأعرب المسؤول المغربي عن أنه ما زال يتمنى أن يصل الجميع  ’’إلى تطبيق هذه الدعوة، دعوة الملك محمد السادس، على أرض الواقع‘‘.

وأضاف، أن “المغرب ينظر إلى المصالح العليا للشعوب المغاربية عموما وللشعبين المغربي والجزائري على وجه الخصوص‘‘؛ قائلا: ’’آسَفُ كثيرا لهذا التطور الأخير، ونتمنى أن نتجاوزه في القريب إن شاء الله‘‘.

واعتبر العثماني، أن ’’بناء الاتحاد المغاربي وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجارين المغرب والجزائر هو قدر محتوم ضروري، تمليه أولا وقبل كل شيء المصالح المشتركة وبناء المستقبل المشترك”، وتمليه كذلك ’’التحديات الكبرى التي يعيشها عالم اليوم، والتي تنبني على تجمعات إقليمية قوية ذات مصالح مشتركة‘‘، حسب تعبير رئيس الحكومة المغربي.

 

 

 

X