الفهرس

منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، متحولًا إلى جائحة تهدد جميع من يعيشون على سطح الأرض، يترقب المواطنون ومن قبلهم الحكومات الوصول إلى حل حاسم وسلاح رادع يطمئن البشر في مواجهة عدوهم الخفي الجديد. 

ويصعب على بعض المتتبعين في بعض الحالات، أمام الكم الهائل من التصريحات في هذا الموضوع، فهم بعض الإشارات الصادرة عن العلماء و عن بعض السياسيين عندما يتحدثون عن المُدد التي يتطلبها الوصول إلى إيجاد دواء أو مصل أو لقاح لفيروس كورونا، حتى إن تصريحاتهم في بعض الأحيان تبدو متضاربة بعض الشيء.  

لذلك، ينبغي تحديد المفاهيم المتعلقة بكل من: الدواء والمصل واللقاح، لمعرفة كيف يعمل كل منها وأيها أهم في مكافحة الأمراض، لا سيما الوبائية منها.

** الدواء 

هو مركب كيميائي يمكن استخدامه أو إعطاؤه للبشر للمساعدة في تشخيص المرض أو علاجه أو التخفيف من حدته، كما يمكن استخدامه في الحالات غير الطبيعية الأخرى، بحسب تعريف مجلة “فارماسيستس فارم جورنال”. 

وتُعَرِّف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “الدواء” بأنه المادة أو الوصفات الوطنية المستخدمة في التشخيص والعلاج والوقاية من أمراض البشر والحيوانات عن طريق التأثير على وظائف الجسم. 

ويتطلب تطوير العلاج عدة مراحل قد تستغرق وقتًا طويلًا، حيث تبدأ من الأبحاث اللازمة لدراسة مسببات المرض والأعراض الناتجة عن الإصابة به، ثم اختبار المواد الكيميائية التي يمكنها معالجة المرض. 

المرحلة اللاحقة هي اختبار الدواء على الحيوانات، وإذا كانت التجارب واعدة و لم تظهر أضرار نتيجة استخدام الدواء، تتقدم الشركة أو المعمل إلى الهيئة المختصة بطلب للموافقة على بدء التجارب البشرية. 

تنقسم التجارب البشرية إلى عدة مراحل أيضًا، في كل مرحلة يتم الاستعانة بمجموعة أكبر من المتطوعين لقياس فعالية الدواء ومعرفة الآثار الجانبية.

ينتهي الأمر بطلب اعتماد الدواء وبدء توزيعه. بالنسبة للأدوية التي (يميل بعض الأطباء) لاستخدامها في الولايات المتحدة واليابان والصين في مكافحة “كوفيد 19″، فإنها أدوية غير مخصصة في الأساس للقضاء على فيروس كورونا المستجد، وإنما أظهرت فعالية جزئية في مكافحته.

وباختصار، أظهرت هذه الأدوية نجاحا جزئيا في مداواة بعض الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفيروس ما يخفف عن المرضى قليلًا، ويحميهم من تدهور حالتهم الصحية، لكنها تظل أدوية غير معتمدة بشكل نهائي وربما يكون لها آثار غير مفهومة حتى الآن على البشر. 

** المصل 

يقول الدكتور مصطفى محمدي، مدير عام التطعيمات بمركز المصل واللقاح المصري، إن المصل هو عبارة عن أجسام مضادة لمرض معين، يتم تحضيرها بالاستخلاص من الإنسان أو الحيوان الذي تكونت لديهم لحين الحاجة إليها. 

وحسب نفس المصدر، فإن الأمصال تستخدم بغرض علاجي، أو لتحقيق وقاية سريعة لكن لفترة قصيرة من أيام لأسابيع.

المصل هو أحد مشتقات الدم التي تحتوي الأجسام المضادة. والاستخدام السريع ربما يمنح المصل أفضلية على اللقاح الذي يستغرق وقتًا في تشكيل دفاعات للجسم ضد المرض، وأيضًا قد يعني ذلك أنها أفضل من الدواء لأنها تخلق مضادات ضد مرض معين تغني الجسم عن طلب الدعم من الخارج (الدواء) في بعض الحالات. 

لكنها تدوم لفترة قصيرة كما يقول محمدي، وبالتالي، فإنها لن تكون فعالة في احتواء الأمراض، خاصة تلك الوبائية التي تتفشى على نطاق واسع وتهدد الكثيرين من البشر، وهنا يأتي اللقاح كحل أكثر فعالية. 

تجدر الإشارة إلى أن المصل يستخدم كحل علاجي، بمعنى أن يقوم بدور أشبه للدواء، ويمنح للمريض المصاب بالفعل، ولا يعد حلًا وقائيًا مثل اللقاح الذي يشكل منظومة دفاعية استباقية لمواجهة الخطر المحتمل. 

** اللقاح

تحتوي اللقاحات على نفس الجراثيم المسببة للمرض المراد مكافحة انتشاره (على سبيل المثال، يحتوي لقاح الحصبة على فيروس الحصبة)، لكن يتم معالجته معمليًا لإضعافه لدرجة لا تصيب الشخص الذي يحصل عليه بالمرض، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. 

يعمل اللقاح على تحفيز  الجهاز المناعي للإنسان، بما يمكنه من إنتاج أجسام مضادة، تمامًا كما لو أنه أصيب بالمرض سابقًا لكن دون معاناة من الأعراض القاسية.

هذا يجعل اللقاحات الحل الأقوى لمكافحة الأمراض، فعلى عكس معظم الأدوية التي تعالج الجسم من المرض وأعراضه، فإن اللقاحات تمنع الإصابة من الأساس. 

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد اللقاح أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من الأمراض، حيث يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مسببات الأمراض مثل الفيروسات أو البكتيريا ومكافحتها، مما يحافظ على سلامة الإنسان من الأمراض. 

يقول مصطفى محمدي، إن اللقاح قد يستغرق من 10 إلى 15 يوم كي يحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة، وهو ما يعرف في عالم المناعة بالفعل البطيء، لكن المكسب الأهم أن الأجسام المنتجة تظل قائمة لفترة طويلة؛ بعضها يظل لعام أو ثلاثة أعوام وحتى طوال العمر، وبالتالي فإن المصل لا يغني عن اللقاح. 

تحمي اللقاحات حاليًا ضد أكثر من 25 مرضًا موهنًا أو مهددًا للحياة، بما في ذلك الحصبة وشلل الأطفال والكزاز والدفتيريا والتهاب السحايا والأنفلونزا  والتيفود وسرطان عنق الرحم.

المصدر: موقع سبوتنيك

X