مشاريع اقتصادية كبرى ذات بعد محلي وأخرى ذات بعد استراتيجي إقليمي

تميزت سنة 2024 بالمشاريع الاقتصادية المهمة التي راهن عليها المغرب لإحداث التنمية والرفع من مردوديته الاقتصادية وتحسين أداء ميزانه التجاري.

وشهدت سنة 2024 إطلاق مشاريع في عدة مجالات والاستمرار في أخرى…

في مجال الطاقة، استمر المغرب خلال سنة 2024 في إطلاق مبادرات اقتصادية، خاصة في الطاقة المتجددة والهيدروجين. ففي شهر أغسطس أعلنت الحكومة تلقيها 40 طلب استثمار بقطاع الهيدروجين الأخضر، بعدما أعلنت مبادرة ’’عرض المغرب‘‘ في مارس 2024  المعنية بمجال الهيدروجين الأخضر  والهادفة إلى استقطاب مستثمرين بمجال الطاقة النظيفة وتشجيع المشاريع بهذا القطاع.

والهيدروجين الأخضر، هو وقود ناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي من مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.

وتحث المملكة الخطى لتأمين احتياجاتها من الطاقة التي تستورد 96% منها، في ظل تقلبات الأسعار على المستوى الدولي.

واستمر المغرب في تقوية قطاع صناعة السيارات والطيران، وإطلاق صناعة السفن والقطارات والتوسع في صناعة الدفاع.

ففي يوليوز 2024  أعلن المغرب  عن تصنيع أول سيارة هجينة تجمع بين الوقود والكهرباء. وبعد تجربته ونجاحه الكبير في تصنيع السيارات وأجزاء الطائرات خلال الأعوام الماضية، سعى  إلى التأسيس لصناعة عسكرية ضمن رغبته في التحول إلى قوة إقليمية، ليستجيب من خلال هذه الصناعة للطلب المحلي ويصّدر للأسواق الخارجية.

كما أعلن المغرب في يونيو 2024 عزمه إنشاء منطقتين صناعيتين في مجال الدفاع للاهتمام بمعدات الأمن وآلياته وأنظمة الأسلحة، وذلك عقب مصادقة المجلس الوزاري على 4 مشاريع تتعلق بالمجال العسكري.

وأطلق المغرب مشاريع كبرى تحضيرا لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025، مثل تمديد القطار فائق السرعة إلى مراكش، بعدما كان يربط ما بين طنجة والدار البيضاء، ومشاريع أخرى في المجال السياحي والطرق.

ولمواجهة موجات الجفاف، أعلن المغرب في يونيو 2024 بدء أعمال تشييد محطة لتحلية مياه البحر غربي المملكة، قال إنها ستكون الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، بطاقة إنتاج سنوية  تبلغ 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

أما على المستوى الإقليمي، يراهن المغرب على مشاريع ذات بعد استراتيجي، حيث واصلت الرباط على امتداد سنة 2024 الترويج لمشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي (يربط المغرب ونيجيريا)، والمشروع الأطلسي (يسمح لدول الساحل الإفريقي الاستفادة من المحيط الأطلسي).

وسيمتد أنبوب الغاز على طول يناهز 5660 كلم، حيث يُشيّد على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا.

ومشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، أطلق خلال زيارة الملك محمد السادس إلى نيجيريا في ديسمبر/ كانون الأول 2016.

ومن المقرر أن يمر الأنبوب بكل من بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون، بالإضافة إلى غينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

وفي شهر مايو 2024، قالت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ليلى بنعلي إن الميزانية المتوقعة لمشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي تفوق 25 مليار دولار.

ورغم الكلفة المالية المرتفعة لهذه المشاريع، فإن المغرب بات يراهن عليها بقوة لإحداث نقلة نوعية في اقتصاد البلاد.

(الأناضول/بتصرف)

 

X