الفهرس

معروف عن الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، حرصه الشديد على وحدة المسلمين بصفة عامة، ووحدة الدول المغاربية والدول العربية بصفة خاصة. وقد عبّر الرجل عن هذا الاتجاه ودافع عنه بشدة خلال كل مناسبة إعلامية أتيحت له وفي الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.

وعن ملف الصحراء، لا يجد الشنقيطي حرجا للقول بمغربيتها حتى وإن كان ذلك سيجلب له انتقادات واسعة من بعض الأطراف، فهو يظل دائما وفيّا لمبادئه التي تقتضي عدم التماهي مع أي مشروع انفصالي يدعو إلى تفتيت الجسد الواحد.

ففي تدوينة له على موقع ’’التويتر‘‘، قال الشنقيطي: ’’الحل الوحيد للنزاع على الصحراء الغربية هو حكم ذاتي ضمن الدولة المغربية، وفك الاشتباك بين المغرب و الجزائر، تمهيدا لوحدة مغاربية جامعة، يجد فيها الجميع -بمن فيهم الصحراويون- أنفسهم في فضاء حضاري وسياسي  واحد، بعيداً عن الأنانيات السياسية والعصبيات الضيقة..‘‘.

وأضاف الأكاديمي الموريتاني في نفس السياق: ’’كل الحركات الانفصالية لا خير فيها، ولا يجوز التساهل معها، بل الواجب الوقوف ضدها موقفا مبدئيا دون لجلجة (سواء في الصحراء الغربية، أو في أزواد، أو في أي مكان آخر)، فهي جراح مفتوحة في جسد الأمة يستغلها الطامعون للتمزيق والتفريق، والتلاعب بمشاعر الحمقى والمغفلين‘‘.

وعندما عقّب عليه أحد المتدخلين بالقول: ’’ أستاذ نا الدكتور محمد المحترم .. لماذا تجعلون من مغربية الصحراء مسلمة ..وقد ورثنا جميعا هذه الحدود على المستعمر … وهل يمكن القول بعراقية الكويت أو سعودية البحرين وقطر مثلا .. لا أعتقد ان  الأمر بهذه البساطة‘‘. وأضاف ذات المتدخل: ’’ثم يا دكتور أنت أعلم منا .. بممارسات القيادة المغربية ..فقد عمدت إلى غلق الحدود من طرف واحد .. وهي اليوم تبيع فلسطين للصهاينة وتفتح لهم أبوابها مقابل  اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء …‘‘.

وعلى هذا التعقيب أجاب الدكتور الشنقيطي: ’’حياكم الله أستاذنا.. حتى لو كانت الصحراء غير مغربية، أليس الأليق بالجزائر والأفضل للمنطقة ترك المغاربة والصحراويين يحلون خلافهم بأنفسهم، بدل تكوين واستضافة جيش يقاتل المغرب من داخل أرضها؟ وهل صدر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت البند ٧ يلزم الدول باستعمال السلاح في دعم الصحراويين؟!‘‘. وأضاف: ’’ لم أدافع قط عن تطبيع النظام المغربي، بل هاجمته، بما في ذلك تورط زملائي الإسلاميين هناك في هذه الفضيحة، لكن لا أصدق أن جنرالات الجزائر يدعمون البوليزاريو إيمانًا واحتسابا، ولا مقاومةً للتطبيع مع الصهاينة، وإلا كنّا رأينا في (تيندوف) معسكرات لتدريب الفلسطينيين، بدل تدريب الصحراويين‘‘.

وفي لقاء بثه مباشرة على التويتر، وتم تسجيله لاحقا على اليوتوب، اعتبر الشنقيطي، أن الأمم المتحدة لا تعترف بالدولة الصحراوية وانما تعترف بها الجزائر والتي جعلت العديد من الدول تعترف بها، قبل أن يسحب بعض منها هذا الاعتراف.

وعن موضوع قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب، دعا الشنقيطي كل الذين يعارضون قطع العلاقات بين المغرب والجزائر أن يتفاعلو مع هاشتاغ: #مغاربيون_ضد_القطيعة.

وغرد في حسابه على التويتر: ’’الصراع بين الجزائر والمغرب صراع عدميٌّ: ربع قرن من إغلاق الحدود بين الشقيقتين، ونصف قرن من الخلاف على الصحراء الغربية التي أصبحت -وستظل- جزءا من المغرب. أملي أن الحكمة السياسية لدى الرئيس تبون والملك محمد السادس ستغلق ملف هذا الخلاف المزمن إلى الأبد..‘‘.

ورأى الدكتور الشنقيطي، أنه ’’فقط في الدول العربية يستسهل الحكام قطع العلاقات مع الدول الشقيقة لأتفه الأسباب، لأنهم تتحكم فيه الأنانية والحسابات الضيقة، بينما يتقارب العالم ويتوحد من حولهم. وهم لا يهتمون بمصالح الشعوب، ولا يؤمنون بوحدتها. كما أنهم آمنون من المحاسبة على قراراتهم المرتجلة‘‘، وذلك حسب ما جاء في تغريدة له على موقع التويتر.

X