الفهرس
هل هناك رغبة تركية في تحسين علاقاتها مع إسرائيل؟
إشارات عديدةٌ تدل على ذلك صدرت من أنقرة، بدأت نهاية عام 2020، عندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده معنية بتعزيز العلاقات مع إسرائيل، مضيفا، أن المحادثات مع إسرائيل على المستوى الاستخباراتي مستمرة، بالرغم من أنه لا تزال هناك مشاكل مع القيادة السياسية الإسرائيلية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري قال تشاووش أوغلو في حوار لـ ’’Haberturk‘‘: ’’إذا كان هناك تغيير في السياسة من جانب إسرائيل، فسوف نكون مستعدين للنظر في تغيير في السياسة من جانبنا أيضًا. لدينا حاليًا علاقة اقتصادية – لكن بقية العلاقات ستحتاج إلى اتخاذ خطوات لتصحيحها‘‘.
ويوم الأربعاء 21 أبريل، تحدّثت قناة ’’كان‘‘ الإسرائيلية الرسمية عن أن أنقرة دعت وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس لحضور مؤتمر رسمي في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، وذلك لأول مرة منذ عام 2018.
وأوضحت القناة أن شتاينتس تلقى دعوة رسمية من وزير الخارجية التركي مولود تشاووس أوغلو للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد في شهر يونيو/حزيران المقبل؛ مُعتبرةً أن الدعوة التركية ’’تهدف إلى محاولة تسخين العلاقات مع إسرائيل – من بين أمور أخرى على خلفية معركة الغاز في البحر الأبيض المتوسط، حيث تجد تركيا نفسها خارج اللعبة. وهي ليست عضوا في منتدى الغاز الذي أنشأته إسرائيل ومصر ودول المنطقة‘‘.
ويأتي هذا التطور في السياسة التركية، إلى جانب تطورات أخرى، شملت التقارب التركي المصري، وتخفيض التصعيد في شرق المتوسط مع اليونان، وإبداء قدر كبير من المرونة في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
فهل تريد تركيا العودة إلى تطبيق مبدأ ’’صفر مشاكل‘‘ مع دول الجوار، وإغلاق جبهات الصراع المتعددة مع الجيران والدول الأخرى؟
وللتذكير، فإن صراعات تركيا لم تكن تقتصر على جيرانها الحدوديين، بل وصلت إلى الإمارات العربية والسعودية، وإلى مصر، وإلى خصوم حكومة الوفاق في ليبيا، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب صفقة صواريخ إس 400 التي عقدتها أنقرة مع موسكو، وإلى فرنسا.
وقبل سنوات، نشبت أزمة حادة بين تركيا وروسيا على إثر إسقاط الطيران التركي لطائرة روسية ومقتل طيارها. وبالرغم من أن هذا الملف تم احتواؤه باللقاء التصالحي بين أردوغان وبوتين، إلا أن العلاقات بين الطرفين ما تزال مرتبكة ولا يمكن التسليم بصفائها نظرا لتباعد موقف كل طرف فيما يخص بعض القضايا، وفي مقدمتها.
ويوم الأربعاء، لمح نائب رئيس الوزراء الروسي، إلى إمكانية تعليق التعاون العسكري التقني مع تركيا في حال تسليم الأخير طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا.
إن طموحات تركيا على المستوى الإقليمي وعلى مستوى الدول الناطقة باللغة التركية في آسيا لا بد لها أن تقلق القوى الكبرى وأن تصطدم بسياسات معارضة من شأنها أن تجعل أنقرة تعيد حساباتها وتراجع ’’مواقفها‘‘.
ومع تولي جو بايدن للرئاسة الأمريكية، وتأكيده على التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والاتحاد الأوروبي الذي كان قد تراجع نوعا ما خلال فترة رئاسة سلفه دونالد ترامب، فيبدو أن أنقرة قد فهت الإشارة وتراهن على ’’البرغماتية‘‘ السياسية، وذلك على حساب ’’مواقفها‘‘ التي طالما ظلت تعلنها.
(الفهرس/ وكالات)
ــــــــــــــــــــ