يسود القلق في الأوساط العسكرية الإسبانية من النزعة التحديثية التي ينهجها المغرب والهادفة إلى تطوير عتاده العسكري بما يساير المستجدات التقنية والتكنولوجية، لاسيما بعد إبرامه اتفاقات استراتيجية في هذا المجال مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول أخرى كفرنسا وتركيا والهند وغيرهما.
وفي هذا السياق، نشر إميليو خوسي أرياس أوتيرو، وهو قائد في الجيش الإسباني ومحلل في قسم التخطيط في هيئة لأركان العامة للجيش الإسباني، دراسة في الموضوع على موقع “المركز الأعلى حول الدفاع الوطني” (CESEDEN).
أبدى المسؤول العسكري الإسباني في هذه الدراسة تخوفاته من السياسة العسكرية الملتبسة التي ينهجها المغرب، كما أبدى قلقه من الضغوط المتزايدة التي يمارسها في ملف سبتة ومليلية، منتقدا كيفية تعامل الحكومة الإسبانية مع هذه الضغوط، ومحذرا من الفجوة المتزايدة في الميدان العسكري بين مدريد والرباط والتي تتجه في مصلحة المملكة المغربية.
وأشار أوتيرو في دراسته، إلى أن المغرب استطاع ترجيح كفته في المجال العسكري بفضل الخبرات المكتسبة وأنواع الأسلحة المتطورة التي حصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل.
وتعد دراسة أوتيرو واحدة من العديد من الدراسات التي تقدم بها الخبراء الإسبان حول القدرات العسكرية التي أضحى المغرب يتوفر عليها. ومن جملتها، التقرير الصادر سنة 2021 عن المعهد الإسباني لـ “الأمن والثقافة” تحت عنوان: “المغرب ومضيق جبل طارق والتهديد العسكري لإسبانيا” والذي شارك في إنجازه الخبير في شؤون الأمن الدولي “غيٍّرمو كولوم”.
وقد انخرطت بعض الأحزاب السياسية في هذه الحملة، وفي مقدمتها حزب “فوكس” اليميني المتطرف، الذي سبق له أن قدم في 27 أكتوبر 2021 مقترحا بمجلس النواب طالب من خلاله الحكومة الإسبانية بوضع استراتيجية قادرة على الحفاظ على تفوق القوات المسلحة الإسبانية في الجهة الجنوبية لشبه الجزيرة.
وكانت الرباط قد وقّعت مع واشنطن سنة 2020 اتفاقية استراتيجية لتعزيز التعاون العسكري بين الدولتين لمدة عشر سنوات 2020/2030.
(الفهرس)
مقالات ذات صلة:
ـ عين إسبانيا على السلاح المغربي
ـ حزب فوكس يطالب بحماية إسبانيا من المغرب والجزائر
ـ إبرام اتفاق تعاون عسكري بين الرباط وواشنطن
ـ المغرب والناتو .. أية علاقـة؟