يرى الخبراء الاقتصاديون أن جلب العمال الأجانب بات أمرا ضروريا للحفاظ على مسار النمو في العقود المقبلة. في المقابل، تستعمل الأحزاب اليمينية المتطرفة ورقة التخويف من الأجانب والهجرة كأداة انتخابية… فماذا يقول محافظو البنوك المركزية الكبرى؟
في تصريح لافت، حذّر محافظو البنوك المركزية من التحدي الذي تشكله شيخوخة السكان على النمو الاقتصادي، مؤكدين على أن الاقتصادات الكبرى في العالم ستضطر إلى جلب مزيد من العمال الأجانب لسد الفجوة في سوق العمل وتحقيق النمو والحفاظ على استقرار الأسعار في العقود المقبلة.
جاء ذلك خلال الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في جاكسون هول بولاية وايومنغ المنعقدة في 23 أغسطس
وعن دور الأجانب في الدفع باقتصاد منطقة اليورو، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد: “على الرغم من تمثيلهم نحو 9% فقط من إجمالي القوى العاملة في 2022، فإن العمال الأجانب ساهموا في نصف نمو (الاتحاد الأوروبي) خلال السنوات الثلاث الماضية.. ومن دون هذه المساهمة، كانت ظروف سوق العمل ستكون أشد صعوبة والناتج أقل”.
وأضافت، أنه لولا العمالة الأجنبية لكان الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا أقل من 6% مما كان عليه في 2019، وأن الأداء الاقتصادي القوي لإسبانيا منذ نهاية جائحة كورونا يعود في الأغلب إلى مساهمة العمالة الأجنبية.
وأشار محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، أن العمال الأجانب لا يمثلون سوى 3% من القوى العاملة في اليابان، لكنهم ساهموا في نصف الزيادة الأخيرة في نمو القوى العاملة. وقال: “ستتطلب الزيادات الإضافية بالتأكيد مناقشة أوسع”.
أما محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، فقد أوضح أنه بحلول عام 2040، سيكون 40% من سكان المملكة المتحدة أكبر سنًا من الفئة العمرية القياسية للعمل التي تتراوح بين 16 و64 عامًا.
يرى الخبراء الاقتصاديون أن جلب العمال الأجانب بات أمرا ضروريا للحفاظ على مسار النمو في العقود المقبلة.
في المقابل، تستعمل الأحزاب اليمينية المتطرفة ورقة التخويف من الأجانب والهجرة كأداة انتخابية، وهو ما يفسر اتجاه فئة كبيرة من الناخبين المحليين نحو التصويت لصالح هذه الأحزاب. وقد تدعّم هذا المنحى بالخصوص مع السياسة التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المهاجرين وعلى المعابر الحدودية على نحو لاقى ترحيبا متزايدا من طرف التيارات المتطرفة.
فما بين مطالب الاقتصاد ومطالب صناديق الاقتراع تبقى الخيارات محدودة والنتائج غير محسومة…
(الفهرس/وكالات)