190 مليار يورو مودعة في حسابات بالملاذات الضريبية .. و الأغنياءالإسبان، رغم الأزمة، ما يزالون مُحصنين.

هذه إحدى خلاصات صحيفة “كونتيكستو‘‘ الإسبانية في افتتاحيتها الأخيرة. 

تقول الصحيفة، إنه لم يكن مقبولا أن يتحمل الفقراء عبء الأزمة الناتجة عن جائحة كورونا و أن يخرج الأغنياء منها أكثر استفادةً، مثلما حصل في أزمة سنة 2008. فهذه المرة كان على الأغنياء أن يؤدوا دورهم، دون أن يعتبر ذلك نوعا من الانتقام منهم. يوجد في إسبانيا شركات و أثرياء تقدر ودائعهم بأزيد من 190 مليار يورو في ملاذات ضريبية آمنة.

و تضيف الصحيفة، أن ثمة سبعة و عشرين من الشركات الوطنية الإسبانية الكبرى لا يتعدى ما تدفعه من ضرائب 0,3 في المائة من مجموع أرباحها، و أن 20 في المائة من أثرياء إسبانيا يؤدون نفس النسبة الضريبية التي يؤديها الفقراء، و هي 20 في المائة. و بالتالي، فإن الضغط الضريبي في إسبانيا، كما تقول الصحيفة، ينصَبّ على الفقراء بشكل أكبر، في حين أنه لا يشكل عبئا مؤثرا على الأغنياء لأنه يمثل خصما صغيرا من أرباحهم. 

وتأسف الصحيفة في افتتاحيتها لكون حزب بوديموس اليساري قد تخلى عن مقترحه الرامي إلى إحداث ضريبة على الثروة. و ترى أن ذلك حدث بإيعاز من الحزب الاشتراكي حليفه في الحكومة، بهدف تأسيس توافق مع الحزب “الشعبي‘‘ و حزب “مواطنون‘‘ فيما يتعلق بمقترح نص “إعادة البناء‘‘ Reconstrucción. 

لقد شكلت الأزمة الحالية، من منظور صحيفة كونتيكستو، فرصة سانحة كي يشارك الأغنياء في إنقاد الاقتصادي الوطني، و أن لا يتكرر نفس المشهد الذي جرى أثناء الأزمة السابقة، و قد حدث توافق شعبي كبير في هذه المناسبة، و تكوّن وعي لدى المواطنين بأهمية القطاع العمومي لم يسبق له أن حدث على هذا النحو. 

وتُنبِّه الصحيفة إلى أن الدين العمومي سيصل إلى 110 في المائة من الناتج الداخلي الخام، و هي أكبر نسبة منذ سنة 1902، و بالتالي كان لابد من مساهمة الأثرياء في إنقاد الاقتصاد الإسباني. و تُحمِّل المسؤولية في فشل فرض الالتزام بالضريبة على الثروة إلى الحزب الاشتراكي بالدرجة الأولى ثم إلى حليفه بوديموس، وتُذكِّر في نفس الوقت، بأن فرض ضريبة على الثروة هو إجراء اتخذته اليابان و ألمانيا و فرنسا و طبقته بقوة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ثم تم تطبيقه على نحو أكبر في الولايات المتحدة و إنجلترا. و تخلص الصحيفة، إلا أن الوضع في إسبانيا يشير إلى استمرار حصانة الأثرياء الإسبان.

X