الفهرس ـ AA ـ
بشكل مفاجئ، قررت هيئة تدير شؤون الصحافة وقف الطبعات المسائية لأعرق الصحف الورقية في مصر، بداية من منتصف يوليو/ تموز الجاري، وتحويلها إلى إصدارات إلكترونية، ما أثار حزنا وجدلا.
والأحد، أصدرت الهيئة الوطنية للصحافة (رسمية)، قرارات وصفتها في بيان بأنها “مهمة”، وتشمل تحويل إصدارات (مملوكة للدولة)، وهي “الأهرام المسائي” (تأسست عام 1989) و”المساء” (1956)، و”الأخبار المسائي” إلى إصدار إلكتروني.
وتتبع “الأهرام” و”الأخبار” المسائيان مؤسستين عريقتين، الأولى تأسست في 1876، والثانية في 1952.
بينما “المساء” هي أول جريدة مسائية في مصر، وكانت الصوت المسائي لثورة 23 يوليو/ تموز 1952، التي أنهت آنذاك الحكم الملكي في البلاد.
ولم توضح الهيئة سبب القرار، غير أن تعليقات متواصلة لليوم الثاني لمعنيين بالشأن الصحفي، عبر “فيسبوك”، تفيد بأن هذه الصحف تعاني خسائر مالية منذ سنوات طويلة، بسبب قلة التوزيع وارتفاع التكلفة.
وأثار هذا القرار حزنا لدى صحفيين مصريين، بينهم نقابي سابق دعا إلى “حداد”، بينما ثار جدل مع تقبل البعض للقرار من باب التطوير والتوجه إلى الصحافة الرقمية.
وقال النقابي السابق جمال عبد الرحيم، عبر صفحته بـ”فيسبوك”: “أعلم أن الصحافة الورقية (..) تصارع من أجل البقاء بسبب التطور التكنولوجي وارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة والأزمات الاقتصادية، وهو ما أدى إلى تراجع أرقام التوزيع بصورة غير مسبوقة”.
وأضاف: “ورغم تلك الأزمات إلا أن ذلك الإغلاق أمر محزن وخسارة فادحة”، مرفقا صورا بينها عبارة “حداد”، مع أخرى للنسخ المحالة إلى إصدار إلكتروني.
وحازت تدوينة عبد الرحيم على تعليقات غلب عليها الحزن والجدل، حيث قالت صفية النجار: “يا خسارة والله”.
بينما تساءلت ألفت محمد: “لماذا الإبقاء عليها طالما تخسر؟ خصوصا أن من سيتوقف الإصدار المسائي وليس الأساسي الصباحي”.
فيما علّق محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، عبر صفحته في “فيسبوك” بتدوينتين، إحداهما حزينة والثانية ساخرة.
وقال كامل في الأولى: “خبر مؤسف”، وفي الثانية : “في نفس ذات العدد (الأخبار المسائي) إعلان عن ثورة جديدة للصحيفة في عالم الصحافة وسبق الجرائد الصباحية، وخبر غلقها وتحويلها لإصدار إلكتروني”، مضيفا: “ويخلق ما لا تعلمون”.
وعقب عليه طلال رسلان، قائلا: “لماذا مؤسف؟ هذه خطوة تطوير عظيمة واتجاه جيد جدا للمستقبل”.
وقال محمود الشيخ: “رغم أنه خبر مؤسف، لكن الحقيقة المؤلمة في أرقام التوزيع هناك إصدارات مرتجعها (ما تتم إعادته من النسخ المطبوعة جراء تراجع الإقبال) أكثر من 95 بالمئة”.
ومؤيدا ذلك، أوضح عمر نبيل أن “كبريات صحف العالم ألغت الورقي ولم يقولوا هذا، فذلك تطور طبيعي ومتأخر جدا لمؤسسات تخسر، بينما من انتقل للإلكتروني مبكرا ومنهم اليوم السابع (صحيفة خاصة) أصبحوا “روادا ويربحون”.
بينما قال علاء رضوان: “كارثة بكل المقاييس يا ألف خسارة”.
ومع تراجع الإقبال على الصحافة الورقية وضعف الإمكانيات المالية، تحولت صحف مصرية إلى إصدارات إلكترونية، مثل “التحرير” (خاصة)، في سبتمبر/ أيلول 2015.
فيما تحولت “المصريون” (خاصة) من إصدار يومي إلى أسبوعي، نهاية 2013، وتملك أغلب الإصدارات الصحفية في مصر مواقع إلكترونية.
وفي 2015، سجل توزيع الصحف الورقية في مصر تراجعا بنسبة 14.4 بالمئة، مقارنة بعام 2014، بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (رسمي).
وأفاد الجهاز، عبر أحدث إحصاء في 2020، بأن عدد الصحف الصادرة في 2018 بلغ 70 صحيفة، مقابل 76 صحيفة في 2017، بانخفاض 7.9 بالمئة.