الفهرس ـ وكالات ـ
أقر مجلس الوزراء الإسباني، الثلاثاء، عفوا جزئيا ومشروطا وقابلا للمراجعة، في حق تسعة من القادة الكطلانيين الذين تزعموا مسار عملية الانفصال والدعوة إلى إجراء استفتاء حول تقرير المصير في الفاتح من أكتوبر 2017.
وكان القادة الكطلان المذكورون، قد أدينوا على إثر ذلك من طرف المحكمة العليا الإسبانية في أكتوبر 2019 بأحكام ترواحت بين 9 و 13 سنة.
واعتبر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيس، أن قرار العفو اقتضته المنفعة العامة للبلاد، وقال في تصريحات نقلتها القناة الأولى الإسبانية: إن “الحكومة اتخذت قرار العفو لأنه الأفضل بالنسبة لكاطالونيا وإسبانيا، ونأمل في فتح حقبة جديدة من الحوار وبناء جسور جديدة‘‘.
وأضاف: “لا تعتمد قرارات العفو على تخلي المعفى عنهم عن أفكارهم، ولا نتوقع منهم أن يفعلوا ذلك، لأنهم لم يسجنوا أبدا بسبب الأفكار التي يتبنونها، بل لأنهم انتهكوا قوانين ديمقراطيتنا”.
ومن بين الذين شملهم قرار العفو، نائب رئيس كطالونيا السابق، أوريول جونكيراس، الذي حكم عليه عام 2019 بأشد عقوبة وهي السجن 13 عاما بتهمة التحريض على الفتنة، وإساءة استخدام الأموال العامة، مع شركائه، بعد قضاء 3.5 سنوات في السجن.
وبموجب قرار العفو تُرفع عقوبة السجن عن المعفي عنهم بأثر فوري، لكن دون إمكانهم من العودة إلى ممارسة مهام ذات مسؤولية عامة، ذلك أن القرار الصادر له صفة جزئية، كما سبقت الإشارة.
وأعلنت أحزاب اليمين معارضتها لقرار العفو، وقالت إنها ستطعن فيه أمام المحاكم.
وقبل ذلك بأيام، شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، الأحد 13 يونيو، احتجاجات نظمتها الأحزاب اليمينية، للتنديد باعتزام الحكومة إصدار عفو عن السياسيين الكطلان المسجونين، وتجمّع أنصار تلك الأحزاب في ساحة “كولون‘‘ وسط مدريد، تلبية لدعوة من منظمة مجتمع مدني تطلق على نفسها اسم “Union 78”.
ويوم الاثنين 21 يونيو احتج مئات الانفصاليين في برشلونة، واعتبروا أن خطوة سانشيز نحو إصدار عفو عن القادة الكطلان غير كافية، وطالبوا بممارسة حقهم في تقرير المصير.
وأصدرت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بدورها، يوم الاثنين 21 يونيو، تقريرا دعت بموجبه الحكومة الإسبانية إلى إطلاق سراح المعتقلين الكطلانيين، ودعا التقرير كذلك إلى إنهاء العمل بمذكرة البحث والتسليم التي حركتها السلطات الإسبانية في حق الكطلانيين المتابعين بنفس التهم والمتواجدين في بعض الدول الأوروبية، ومن بينهم الرئيس السابق للحكومة الكتلانية ’’كارلس بوجدمون‘‘ المقيم حاليا في العاصمة البلجيكية بروكسل.