أعراض غامضة تستهدف بالخصوص الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في الخارج وموظفي أجهزة المخابرات الأمريكية
وجّه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وليام بيرنز، تحذيرا إلى أجهزة المخابرات الروسية، منبها إياها من أنها ستواجه عواقب إذا ثبت وقوفها وراء الأعراض الصحية الغامضة المعروفة باسم ’’متلازمة هافانا‘‘.
جاء التحذير الأمريكي بشكل غير معلن خلال زيارة أجراها بيرنز إلى موسكو في الشهر الجاري، وتحدثت عنه أمس الخميس صحيفة الواشنطن بوست نقلا عن مصادر دبلوماسية مطلعة فضلت عدم الكشف عن هويتها.
وسبق لوليام بيرنز أن أعلن عن إمكانية وقوف روسيا وراء الأعراض الصحية الغامضة التي تستهدف الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في الخارج، غير أن نقص البيانات والمعطيات يمنع التوصل إلى أي استنتاجات محددة، حسب ما أفاد به في حينه المسؤول الأمريكي.
ويعود تاريخ ظهور ’’متلازمة هافانا‘‘ إلى أواخر سنة 2016 في كوبا عندما أعلن عن إصابة عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين والكنديين وأفراد أسرهم ببعض الأعراض الصحية الغامضة التي تعرضوا لها في العاصمة الكوبية هافانا.
وحينها، اتهم الرئيس الأمركي السابق، دونالد ترامب، الأجهزة الاستخباراتية الكوبية، بالتسبب في ذلك.
ثم توالى تسجيل ظهور نفس الحالات في بلدان أخرى بما فيها الولايات المتحدة، استهدفت على وجه الخصوص الدبلوماسيين الأمريكيين في الصين وفيتنام وألمانيا وروسيا وبولندا وجورجيا وتايوان.
وفي 22 يوليوز/تموز 2021، قال ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة: ’’ربما يكون هناك بضع مئات من الحوادث في جميع أنحاء الحكومة الأمريكية وفي جميع أنحاء العالم. لقد تأثر زملائي وضباطي وأفراد أسرتي‘‘.
وتتمثل أعراض ’’متلازمة هافانا‘‘ في تعرض المصابين بها إلى حالات من الصداع والإرهاق والغثيان والقلق وصعوبة التحصيل المعرفي وكذا إلى فقدان الذاكرة بدرجات متفاوتة، وفي بعض الحالات فقدان السمع.
وثمة فرضيات تذهب إلى ربط ظاهرة ’’متلازمة هافانا‘‘ بسلاح سري صوتي يتم استعماله من طرف جهة معادية بشكل متعمد عن طريق أمواج متناهية الصغر تصيب دماغ المستهدفين بها وتعطل بعض وظائفهم البيولوجية.
في المقابل، هناك من لا يستثني أن تكون ’’متلازمة هفانا‘‘ مرضا جديدا يصيب أجهزة جسم الإنسان أو عبارة عن حالات صحية شاذة.
وبالرغم من أنه لم يتم التوصل إلى حد الآن إلى تحديد الأسباب الحقيقية، إلا أن السؤال المُحيّر يدور حول أسباب تعرض الدبلوماسيين الأمريكيين أكثر من غيرهم.
وقد أفادت العديد من التقارير الإعلامية والرسمية الأمريكية تزايد عدد الدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم من الموظفين الحكوميين الذين ظهرت عليهم أعراض ’’متلازمة هافانا‘‘.
(وكالات)