الفهرس

أولت الصحف المغربية اهتماما كبيرا لمسألة صناعة اللقاح المضاد لفيروس كورونا وتعبئته في المغرب.

ومنذ أن ترأس  الملك المغربي، محمد السادس، الاثنين الماضي، حفل توقيع اتفاقيات لإعطاء انطلاقة رسمية لهذا المشروع، ركزت الصحف المغربية بشكل كبير على الموضوع وتعاملت معه كحدث مفصلي. 

والحقيقة أن المشروع المبرم مع الصين، يمثل نقلة نوعية، ولا شك في أنه ينقل المغرب من مركز ’’المنفعل‘‘ إلى مركز ’’الفاعل والمبادر‘‘، ويدخله في زمرة الدول المنتجة للقاحات المضادة لـ كوفيد-19، بل ويجعل منه مصدرا قاريا معتبرا لتوزيع اللقاحات في القارة الإفريقية ومناطق أخرى، خصوصا وأن العالم ما زال في حاجة لتعبئة قصوى في هذا المجال صناعة اللقاح .

ومن الطبيعي أن يستقطب مشروع ضخم بهذه المواصفات والآفاق، اهتمام المتتبعين، واهتمام الصحافة على وجه الخصوص.

فنحن هنا نتحدث عن مشروع تبلغ تكلفته 500 مليون دولار، ويهدف لإنتاج خمسة ملايين جرعة من اللقاح المضاد لـ كوفيد-19 في الشهر، ومضاعفة هذا الإنتاج على المدى المتوسط .. وهذا ليس بالأمر الهين.

في هذا السياق، وفي إطار التفاعلات مع الموضوع، أوردت صحيفة ’’هسبريس‘‘ الإلكترونية، الجمعة، مقالا تحت عنوان: ’’المغرب يراهن على إنهاء الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا بمنتوج محلي الصنع‘‘.

وصاغت ’’هسبريس‘‘ استنتاجاتها، بناء على التصريحات التي أدلت بها   مديرة الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، بشرى مداح، للصحيفة.

وحسب ما صرحت به المسؤولة المغربية للصحيفة، فإن المغرب يراهن على إنهاء الحملة الوطنية للتلقيح ضد “كوفيد-19” في أسرع وقت ممكن من خلال العمل على تعبئة اللقاح محلياً.

وأوضحت المتحدثة، أنه سيتم إحداث فرق عمل مغربية وأجنبية للسهر على تنفيذ المشروع، وأن الخطوة الأولى تتمثل في تعبئة اللقاح بمصنع الشركة المغربية “سوطيما”، على أن يتم على المدى المتوسط بناء مصنع جديد خاص بالتصنيع والتعبئة.

وأضافت، أن تعبئة اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19” بشركة “سوطيما”، “تتطلب التوفر على شروط سلامة وفعالية وجودة عالية، وسيتم استيراد المواد الأولية الأساسية من المختبر الصيني لشركة سينوفارم”. مشيرة إلى أنه عندماتصل المواد الأولية إلى شركة “سوطيما”، ستتم مراقبتها ثم تعبئتها في عبوات بشروط التعبئة نفسها التي تتم في الصين.

وفي هذا الصدد، أكدت مداح أن شركة “سوطيما” لديها تجربة في الأدوية المعقمة المستعملة عن طريق الحقن، وهي من أوائل المختبرات الوطنية التي يتم التعامل لها.

واعتبرت المتحدثة أن “خيار تعبئة لقاح كورونا في شركة سوطيما مرتبط باستعجالية الأمر”، مضيفة أن “هذا ذكاء كبير من الملك محمد السادس لكي يتم إنهاء الحملة الوطنية للتلقيح في أسرع وقت ممكن، بحيث سيستعمل اللقاح المعبأ في المغرب خلال الحملة الحالية في السنة الجارية”.

وأكدت المسؤولة بوزارة الصحة أن “الملك محمد السادس كان دائما متبصرا، حيث دعا في شهر فبراير من سنة 2019 في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للصحة إلى ضمان السيادة الدوائية، واليوم بدأ المغرب في تدعيم سيادته الدوائية بالسيادة اللقاحية لضمان الاكتفاء الذاتي والأولوية الوطنية”.

وبحسب إفادات بشرى مداح لصحيفة هسبريس، سيعمل المغرب مع دول عدة رائدة في مجال تصنيع اللقاح، مثل الصين والسويد، لتبادل ونقل الخبرات في مجال التعبئة والتصنيع في أفق التوجه نحو دول القارة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب من أجل ضمان الأمن الصحي في إفريقيا.

X