وهل يمكن البناء على ما تحقق لتغيير ’’العقلية‘‘؟

قد يختلف المرء أو يتفق حول أدوار كرة القدم وأهميتها واعتباراتها الرياضية والاجتماعية، لكنه لن ينفي الطابع الخاص الذي تميّز به مونديال قطر 2022 سواء من حيث التنظيم وما صاحبه من إثارة لقضايا وموضوعات تتعدى دائرة كرة القدم أو ما أنجزه المنتخب المغربي من نتائج جعلت طبقات عريضة من المجتمع المغربي والمجتمعات العربية والإسلامية بصفة عامة تستعيد ثقتها بنفسها وتؤمن بإمكانية منافسة الكبار في كل المجالات لو تهيّأت  الأسباب وتوفرّت الإرادة الحقيقية التواقة للعمل والتغيير.

في المغرب، يتداول الناس كثيرا خلال هذه الأيام عبارة ’’دير النية‘‘ التي كان يرددها مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي طيلة مونديال قطر داعيا المغاربة إلى ضرورة تغيير ’’العقلية‘‘ وكيفية تعاطيهم مع التحديات الماثلة أمامهم.

و ’’دير النية‘‘ حسب المفهوم المتداول في المغرب، معناه: أخْلِصْ النية. ويرى المغاربة أنه لو طُبّق هذا المعنى في جميع المجالات العامة لاستطاع المغرب أن يقفز قفزة ضخمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية تضاهي قفزته المُحقَّقة في مونديال قطر عندما أخلص أسود الأطلس نيتهم وصوّبوا نظرهم بعيدا نحو الهدف. فالمعادلة بسيطة عند رجل الشارع المغربي، أو هي كما يقول أهل علم الرياضيات معادلة من الدرجة الأولى، ومضمونها: إخلاص النية=النجاح. وحسب من يتبنى هذه المعادلة، فإن المخططات التنموية الكبرى والبرامج الحكومية والسياسات العمومية بصفة عامة إذا لم تصاحب بعامل إخلاص النية يكون مآلها الفشل أو أن نتيجتها تكون كجداء عدد مضروب في الصفر.

أما خارج المغرب، في البلاد العربية والإسلامية، فلم يَخْفَ على من تتبع مونديال قطر مشاعر الأخوة والتفاهم التي طغت على المشهد، وتناقلتها وسائل الإعلام الدولية، وصيغت حولها مقالات وتقارير كثيرة، نعرض من بينها التقرير المرئي الذي أعدته قناة الجزيرة وشارك فيه كل من محمد الرماش ومنى العمري اللذين قاما باستقصاء لمحاولة الإجابة على السؤال: ما الذي حدث في قطر؟ أو ما الذي تغيّرفي العقل العربي بعد المونديال؟

وما قدمه التقرير من أجوبة، تمثل نظرة واستشرافا من زاوية أصحابها، بالإمكان مناقشتها وتحويلها (أي الأجوبة) إلى أسئلة جديدة لطرح قضايا أخرى من ضمنها مسألة البحث عن سبُل التغيير نحو الأفضل.

(الفيديو التالي من إنتاج الجزيرة)

X