منظمة حلف شمال الأطلسي المعروفة اختصاراً بـ ’’الناتو‘‘ (بالإنجليزية NATO)، (وبالفرنسية OTAN)، هي منظمة دولية ذات طابع عسكري، تتكون من 30 دولة، موزعة بين أوروبا وأمريكا الشمالية، يقع مقرها الرئيسي في بروكسل (بلجيكا)، ويتطلب الانضمام إليها موافقة الدول الأعضاء.
تأسست منظمة ’’الناتو‘‘ بموجب معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 أبريل/ نيسان من سنة 1949 من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا والبرتغال وإيطاليا والنرويج والدنمارك وآيسلندا، قبل أن تنضم إليهم كل من اليونان (1952) وتركيا (1952) وألمانيا (1955).
نشأ ’’الناتو‘‘ بهدف الدفاع المشترك ومواجهة التهديد السوفييتي على وجه الخصوص، وهو ما أدى إلى انطلاق ما عُرف بـ ’’الحرب الباردة‘‘، والتي في خضمها سيتم إبرام ميثاق ’’وارسو‘‘، الذي وقعه في 14 أيار/مايو 1955 الاتحاد السوفييتي وحلفاؤه.
بعد ثورات 1989 وتفكك حلف وارسو سنة 1991، عمل الناتو على إعادة هيكلته وتوسيع شراكاته الاستراتيجية، وذلك وفق الأولويات الجديدة التي حلت محل الحرب الباردة.
مال المغرب منذ حصوله على الاستقلال إلى معسكر الحلف الأطلسي، وساهم في تقليص نفوذ المعسكر الشرقي في إفريقيا والشرق الأوسط بتعاون مع واشنطن وحلفائها.
ومع تغير المشهد السياسي الدولي، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء حرب الخليج الثانية، أخذ حلف ’’الناتو‘‘ يتمدد في أوروبا الشرقية وآسيا، وبدأ يبحث عن توسيع شراكاته مع دول خارج أوروبا، فتأسست بالتالي شراكات إقليمية بين ’’الناتو‘‘ ودول أخرى، مثل الشراكة من أجل السلام، ومبادرة الحوار المتوسطي، ومجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية.
انضم المغرب إلى ’’الحوار المتوسطي‘‘ سنة 1995 في إطار علاقات تعاون أمني بين الناتو وست دول أخرى، وهي: مصر (1995)، وإسرائيل (1995)، موريتانيا (1995)، تونس (1995)، الأردن(1995)، والجزائر (2000).
واستطاع المغرب، بتعاونه الأمني، أن يصبح شريكا مميزا للناتو، وقد استمد مكانته هذه بفضل علاقاته القوية مع واشنطن والاهتمام المتزايد لهذه الأخيرة بشمال إفريقيا خلال العقود الأخيرة.
وتعززت العلاقات المغربية الأمريكية بعد توقيع اتفاقية أكتوبر/تشرين الأول 2020، بمثابة خارطة طريق ثنائية للتعاون في مجال الدفاع تغطي عشر سنوات.
ويشارك المغرب سنويا في أكثر من 100 عملية عسكرية أمريكية، بما في ذلك (الأسد الإفريقي)، حسب ما سبق وأن صرح به وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، خلال زيارته للرباط في أكتوبر 2020 لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني من أجل زيادة توطيد الشراكة الاستراتيجية الأمريكية المغربية.
هذا، فضلا عن أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط باتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة.
ونظرا لانخراط المغرب بشكل مكثف في محاربة ’’الإرهاب‘‘، ولعلاقاته القوية مع واشنطن، وتمتعه بموقع استراتيجي مميز، فقد جرى تداول أخبار بإمكانية إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة عسكرية تكون بديلا لقاعدة ’’روطا‘‘ في إقليم كاديس جنوب إسبانيا.
وسمحت إسبانيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة ’’روطا‘‘ بموجب اتفاقية مدريد سنة 1953، والتي بالإمكان إنهاؤها في شتنبر 2023 إذا أعلنت إسبانيا ذلك. غير أن حكومة مدريد عبرت في الآونة الأخيرة عن رغبتها في استئناف العمل بالاتفاقية.
وعلى العموم، فإن توثيق العلاقات العسكرية المغربية الأمريكية، يعني شراكة أقوى بين المغرب والناتو، ويعني في نفس الوقت انخراط المغرب في برنامج الحلف الأطلسي، الذي ركّز في بياناته الأخيرة على كل من روسيا والصين معتبرا إياهما بمثابةالتحدي الجديد.
وفي ظل التوجه الدولي الجديد،، يسأل البعض عن كيفية إدارة المغرب لتحالفه الاستراتيجي مع واشنطن والناتو من جهة، مع الحفاظ على توازن علاقاته مع الصين وروسيا من جهة أخرى؟
(الفهرس/سعيد منصفي التمسماني)