الفهرس
قال الملك محمد السادس، الجمعة، إن المغرب يتطلع لتدشين مرحلة “جديدة وغير مسبوقة” في العلاقات مع إسبانيا.
جاء ذلك في خطاب ألقاه العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الـ 68 لـ”ثورة الملك والشعب”، بثته القناة الأولى الرسمية.
وقال الملك: “إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات”.
وأضاف: “صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية”.
وتابع: “إضافة إلى الثوابت التقليدية التي نرتكز عليها نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين”، مؤكدا أنه تابع “شخصيا وبشكل مباشر سير الحوار وتطور المفاوضات”.
وأوضح العاهل المغربي، أن هدف الرباط “لم يكن الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات”.
وشدد على أن المغرب “تغير فعلا ولكن ليس كما يريدون لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا وفي نفس الوقت يحرص على إقامة علاقات قوية بناءة ومتوازنة خاصة مع دول الجوار”، مبرزا أن هذا المنطق هو الذي يحكم “توجهنا اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وتشهد العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة على خلفية استضافة مدري بين 21 أبريل ومطلع يونيو/ حزيران الماضيين، زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” بدعوى تلقي العلاج من فيروس كورونا، وهو ما أغضب الرباط، التي تتهمه بارتكاب “جرائم حرب”.
وزاد من تعميق الأزمة تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي منتصف مايو/ أيار الماضي، بينهم قاصرون، من المغرب إلى سبتة (تابعة لإدارة إسبانيا)، وهو ما اعتبره مسؤولون إسبان وأوروبيون محاولة من الرباط للضغط على مدريد، بعد استقبالها “غالي”.
وتتنازع “البوليساريو” مع الرباط بشأن السيادة على إقليم الصحراء، منذ أن أنهت إسبانيا وجودها فيه عام 1975.