الفهرس ـ وكالات ـ

أوردت فرانس24 إعلان وزارة الجيوش الفرنسية الأربعاء أن فرنسا قررت الانسحاب مؤقتا من عملية للأمن البحري (سي غارديان) لحلف شمال الأطلسي في المتوسط، بسبب خلافاتها مع تركيا منذ أشهر خصوصا بسبب النزاع في ليبيا. 

وعملية “سي غارديان‘‘، وتعني “حارس البحر‘‘، هي مهمة أمنية بحرية لحلف الناتو في البحر المتوسط، تم تمديدها في 2016 للحفاظ على “الوعي بالمواقف البحرية وردع ومقاومة الإرهاب وتعزيز بناء القدرات‘‘، بحسب تعريف الحلف. 

ويعود التوتر بين فرنسا و تركيا إلى الملف الليبي واصطفاف كل دولة في جانب مضاد للآخر. ففي حين تصطف فرنسا مع الخليفة حفتر المدعوم من طرف الإمارات و مصر وروسيا، تصطف تركيا إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس المعترف بها دوليا. 

وطبيعة هذه التحالفات تتعارض مبدأيا مع مبادئ حلف الناتو، لأن فرنسا هي عضو مهم في حلف الناتو إلى جانب تركيا، لكن الاصطفافات الأخيرة على أرض ليبيا تترجم المصالح التي تتوخاها كل دولة  في المنطقة. 

وقد فسرت صحيفة “رأي اليوم‘‘ هذه الاصطفافات الآنية المتناقضة مع حلف الناتو، إلى كون أن ’’فرنسا قَلِقَةٌ من التّهديدات التركيّة بالسّيطرة على سرت والجفرة المدينتين اللّتين تُعتبر الأُولى (سرت) البوّابة الرئيسيّة للسّيطرة عل الهِلال النّفطي في برقة، وتُعتبر الثّانية بوّابة السّاحل الإفريقي، وحُقول الغاز قُرب الحُدود الجزائريّة الجنوبيّة، إضافةً لوجود قاعدة جويّة لا تَقِل أهميّةً عن قاعدة عقبة بن نافع (الوطية) جنوب غرب طرابلس‘‘.

وتضيف الصحيفة، إلى أن ’’حُضور الرئيس ماكرون لقمّة دول السّاحل التي بدأت أعمالها اليوم في نواكشوط، العاصمة الموريتانيّة، بحُضور قادة النّيجر وتشاد وبوركينا فاسو ومالي إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، يأتي تعبيرًا عن هذا القلق، فوصول قوّات حُكومة الوفاق الليبيّة المُعترف بها دوليًّا إلى الجنوب اللّيبي (فزان) والمُقاتلين الإسلاميين المُتطرّفين الذين جلبَتهم تركيا مِن سورية (ارتفع عددهم إلى 17 ألفًا حسب تقارير صحفيّة) يعني تهديد النّفوذ الفِرنسي في هذه المِنطقة، أي السّاحل الإفريقي، التي تشهد حاليًّا نشاطًا عسكريًّا مُكثَّفًا ضِدّ القوّات الفرنسيّة في مالي‘‘. 

وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد اتهمت سفنا تركية بالتحرش بفرقاطة فرنسيّة  في عرض البحر المتوسط. 

ونقلت وكالة الأناضول عن ستولتنبرغ قوله، إن المسؤولين في الناتو ينظرون في الحادث، مضيفا أن “حليفي الناتو لديهما وجهات نظر مختلفة تماما فيما حدث بالفعل‘‘. 

وازدادت حدة التصعيد الكلامي بين تركيا و فرنسا خلال اليومين الأخيرين، حيث حمّل الرئيس الفرنسي من ألمانيا في لقاء مع المستشارة الألمانية ”المسؤوليّة التاريخيّة الإجراميّة للسلّطات التركيّة في ليبيا‘‘.

و لم يتأخر الرد التركي على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، بوصف فرنسا بالدولة الاستعمارية و بأنها تتبع نهجا تدميريا في ليبيا بتعزيزها للوجود الروسي، ودعمها للجنرال خليفة حفتر في مواجهة تركيا زميلتها في حِلف الناتو.

X